في عام 1964 كتب مؤلفان من سوريا في مقدمة كتابهما “البحرين كما رأيناها”، “إن قاعدة “كلكم راع وكل راع مسؤول عن رعيته” هي الشعار الأسمى المرفوع في البحرين، وإن سياسة المحبة، والطيبة، والكرامة، والنظام والواجب والدراية، هي السياسة الحميدة المستحبة المتبعة في البحرين، وإن التفاعل الصريح الصادق مع قضايا الوطن العربي، والتجاوب مع متطلباتها والإسهام في أداء الواجب العربي والقومي هو الواقع الذي عشناه في البحرين، وهو الحقيقة المشرفة التي لمسناها، فاهتمام البحرين شعبا وحكومة بالقضايا العربية البارزة، لا يقل عن اهتمام أي بلد عربي آخر، إن لم يزد، وقد برهنت البحرين على صدق إرادتها في العديد من المواقف العربية والقومية”.
ليست القضايا العربية فحسب، بل امتد خير مملكة البحرين والمسؤولية الأخلاقية والإنسانية لمختلف مواقع المجتمع الدولي، فسيدي صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله ورعاه، واستجابة لنداء عاجل من الأمم المتحدة، وخطة الاستجابة الإقليمية للاجئين في أوكرانيا، أعطى توجيهاته السامية للمؤسسة الملكية للأعمال الإنسانية بتقديم مساعدات إغاثية للاجئين المدنيين الفارين من أوكرانيا من الأوكرانيين وغيرهم من الجنسيات الأخرى دون تفرقة أو تمييز بقيمة مليون دولار أميركي، وذلك ما يعكس الدور الإنساني لمملكة البحرين ووقوفها مع الشعوب والتركيز على مبادئ التضامن الإنساني.
مملكة البحرين وعلى امتداد التاريخ سجلت مواقف مشرفة من أجل رفع معاناة المحتاجين في جميع دول العالم وبصمات خيرها في كل مكان، فبالرغم من صغر حجمها ومحدودية مواردها، إلا أنها مثل “وردة الجنة” على الأرض والنهر الجميل ذي المياه الزرقاء الصافية، كما أن أبناء البحرين سجلوا بمواقفهم روائع البطولات بعطائهم اللامحدود.
هذه هي البحرين بقيادة ملك الإنسانية والعطاء، شامخة عظيمة في كل ميدان، وتنفخ روح السعادة في دقات قلوب كل محتاج أيا كان دينه وعرقه ولونه وبلده.