العدد 4889
الجمعة 04 مارس 2022
banner
الإهمال في غرفة إبر “أنجنير الصحي” بلا نهاية
الجمعة 04 مارس 2022

الإهمال والتقصير في المراكز الصحية والمستشفيات يكون أكثر خطرا على المواطن من أي مكان آخر، لهذا تحرص وزارة الصحة على وضع فصل مستقل عن التقصير والإهمال يسترشد به الطاقم الطبي والتمريضي، ولا مجال للمجازفة أبدا، لكن هناك حالات فردية لا تحترم المسؤولية وأمانة العمل.
كانت الساعة تشير إلى 5:37 دقيقة مساء الأربعاء 2 مارس، حينما توجهت لغرفة الإبر بمركز أنجنير الصحي، وبعدما أعطيت الممرضة البطاقة طلبت مني الانتظار قليلا بسبب وجود عدد من المرضى قبلي، أجبت بكل سرور... ولم أكن أعرف أن وقوفي كان نوعا من الانتحار، فقد تبين أن الممرضة الموجودة ومعها زميلتها تقدمان قاعدة مثالية في الإهمال والاستهتار الواضح، فدخل عليهما مريض و”هات يا ضحك وكلام فاضي وغشمره” وثرثرة لا يمكن أن تصدر من ممرضتين في مكان عمل، والطامة الكبرى التي جاءت وسرت كالنهر الضخم، هو أن المريض طلب من إحداهما مشاهدة “موبايله” وكان الصوت واضحا لمن يقف بجانب الباب، وعندما قالت له الممرضة ضاحكة “في مرضى ينتظرون”، أجابها وهو يحمل أطنانا من الثقة “ماعليه.. بيخلصون”.
هذه الغرفة نعرفها جيدا بحسب ترددنا على المركز، يدخل المريض ويأخذ الإبرة بهدوء ثم يخرج، لا ثرثرة ولا حوارات متفاوتة الأحجام مع المريض، وعندما دب بي اليأس من الانتظار والسأم وعرفت أن الممرضتين مستسلمتان للإهمال واللامسؤولية مثل استسلام المرضى إلى النوم والألم، دخلت عليهما وكأنني أعيش كابوسا مزمنا وسألت بشهقة طويلة عن دوري، قالت إحداهما، بعد مريضين، ولم تخرج الكلمة بعد لتتشكل وتمد جسرا بين القائل والمتلقي، حتى نادت الأخرى على زميل لها وأعطته بطاقتي وقالت بمنهج لغوي غريب “إبره عادية”، طلب مني الممرض مرافقته لغرفة أخرى لتلقي العلاج، وهنا قلت له كمن أضاع رشده “الجماعة طاقينها سوالف وتاركين المرضى طابور.. يمكن ما عجبهم كلامي”.
سيدي سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله ورعاه، حريص على تقديم أعلى مستويات الرعاية والعناية بالمواطن، والمحاسبة تطال الجميع دون استثناء، لهذا نتمنى من وزارة الصحة التصدي لمثل هذه التصرفات، حتى إن كانت هامشية فإنها تؤثر.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية