العدد 4888
الخميس 03 مارس 2022
banner
هدم للأعراف البرلمانية بلغة السخرية والدعابة
الخميس 03 مارس 2022

المسألة ليست إطلاق شعارات رنانة، بل إن القضية أخطر من هذا بكثير، فما حصل في جلسات مجلس النواب في الأسابيع الماضية من قبل بعض النواب شيء لا يمكن قبوله أبدا، وبعيد عن المفاهيم والتقاليد والممارسات المتعارف عليها، وهدم للأعراف البرلمانية، صراخ وغارات مستمرة على رئيسة المجلس السيدة فوزية زينل التي تستحق منا كل الثناء والشكر على سعة قلبها وتمسكها باللائحة الداخلية للمجلس والتذكير بما تبقى من وقت قصير يفترض استغلاله في تحمل المسؤولية الوطنية، ووضع الأمور في مكانها الصحيح، ومعرفة المهمات والمسؤوليات، لكن ما يحصل عكس ذلك، فالأمر أصبح معروفا ومشهورا، فهناك نواب يحيون ويتفاعلون ويتحركون مع الصراخ والثرثرة، وبدأت أؤمن وأنا أشاهدهم بأن هناك استهدافا واضحا للرئيسة بقوة مهولة مخيفة نستطيع أن نمد أصابعنا ونلمسها.


المواطنون لديهم حساسية من ذكر النواب، خصوصا الذين يتهربون من المسؤولية ويحاولون اصطناع لغة غريبة قريبة من السخرية والدعابة، وحرية مخلخلة في اعتقادهم أنها ستتيح لهم القبض على النجوم، في حين أنهم يسيرون في نهاية الأمر في طريق الإفلاس، والمدهش أيضا أن بعضهم لم يفهم بعد اللوائح والقوانين رغم مرور حوالي أربع سنوات، وفي كل جلسة يتكرم هذا الوزير أو ذاك بتذكيرهم باللوائح ويأخذهم إلى الاتجاه الصحيح، لكنهم ينقلبون ضده في الجلسة القادمة ويرتكبون تصرفا لم يسبق له مثيل في تاريخ البرلمانات.


في السابق كنا نقول إن هناك تقصيرا من بعض النواب في أعمال المجلس أدى إلى هبوط درجاتهم، لكن اليوم هؤلاء يفتحون صراعا رهيبا خطيرا داخل المجلس دون وجه حق، يسيء إلى الوطن بالدرجة الأولى ويعطل الكثير من الأوراق، وهذه هي القضية المحورية التي ترتكز عليها مجمل القضايا المطروحة في الصحافة أو في جدول أعمال المواطن العادي!


يقول الشاعر.. "كل غصن مال فيها راثيا.. كل نبع سال فيها باكيا".. وشرح الأبيات عليكم يا سادة يا نواب.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .