العدد 4869
السبت 12 فبراير 2022
banner
سيناريو الفوضى العارمة.. وقفة دولية مطلوبة (2)
السبت 12 فبراير 2022

إعلان ما تعرف بـ “ألوية الوعد الحق” العراقية استهداف الإمارات بطائرات مسيرة يطرح كذلك تساؤلات مشروعة في مقدمتها لماذا تستهدف هذه الميليشيات الإرهابية الإمارات؟ وهل يعيد هذا البيان التذكير بالهجوم الذي استهدف منشآت أرامكو السعودية في عام 2019، حيث أثيرت تكهنات وقتذاك حول مصدر الهجوم وهل انطلقت الطائرات المسيرّة من اليمن أم من العراق؟ وهل يعني هذا الإعلان الإجرامي وجود مخطط واسع بدأت هذه الميليشيات تنفيذه بتعاون كامل لإشعال صراع إقليمي واسع وتوريط دول مجلس التعاون في أزمات مفتعلة تستهدف أمنها واستقرارها، وهل يستمر صمت وعجز المجتمع الدولي في مواجهة هذه الميليشيات؟ ومتى تدرك جميع القوى الدولية أن انقساماتها واختلافاتها حول ما يحدث في منطقة الشرق الأوسط لن يحقق أو يضمن مصلحة استراتيجية لأي من هذه القوى، بل يحمل الخسارة الفادحة للجميع لأن تحول دول إلى مستنقع ومرتع للإرهاب لا يصب في مصلحة أحد بالتأكيد، والتجارب جميعها توحي بذلك، وفي أفغانستان وغيرها خير شاهد على ذلك. بالتأكيد لا نشعر بالاستغراب أو المفاجأة من الإعلان البائس لهذه الميليشيات الإرهابية التي تبنت الهجوم الأخير الفاشل ضد الإمارات، لأننا ندرك أن المسألة كلها عبارة عن ضغوط بالوكالة لمصلحة طرف لا يخفى على أحد في منطقتنا، وأن هؤلاء الإرهابيين يستهدفون دولة الإمارات تحديداً لأسباب تكاد تكون معلومة للمتخصصين والمراقبين، ولاسيما ما يتعلق بمحاولة إجهاض اتفاقات السلام مع إسرائيل والحيلولة دون توسعها بما يحقق الأمن والسلام وينهي هذا الصراع للأبد، لأنه ببساطة هناك أنظمة وجماعات تقتات على الصراع الفلسطيني الإسرائيلي وتتاجر بالقضية وتتربح من ورائها بشتى الطرق والأساليب التي يصعب تناولها تفصيلاً في هذه المساحة الضيقة.
“ألوية الوعد الحق” التي تبنت الهجوم الفاشل بالمسيرّات على دولة الإمارات، هي ـ بحسب التقارير المنشورة ـ فصيل عراقي يعمل تحت إمرة “فيلق القدس” التابع للحرس الثوري الإيراني، وتمتلك علاقات وثيقة مع بقية الأذرع الطائفية المماثلة في اليمن ولبنان والعراق، حيث ترتبط هذه الجماعة مع كتائب “حزب الله” العراقي الذي كان يقوده أبومهدي المهندس قبل مقتله في غارة جوية أميركية مع قاسم سليماني. وعملي ـ كباحث ـ يملي علي عدم الثقة التامة في المسميات التي تطلقها هذه الميليشيات الإرهابية على نفسها، كون الكثير منها مجرد مظلات دعائية وهمية أو عمليات تمويه تهدف لصرف الأنظار عن الفاعل الرئيسي، فضلاً عن صعوبة التحقق من صحة هذه البيانات والتأكد من وجود هذه التنظيمات الإرهابية بالفعل على أرض الواقع، لكن المؤكد في الأمر أن هناك محركا رئيسيا لكل هذه الفوضى الميليشياوية، وأن هناك عابثين معروفين يستهدفون أمن واستقرار دولة الإمارات والمنطقة بأكملها. “إيلاف”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية