العدد 4866
الأربعاء 09 فبراير 2022
banner
الطفل ريان وحد العالم
الأربعاء 09 فبراير 2022

حادثة سقوط الطفل المغربي ريان في بئر في قرية بشمال المغرب الشقيق أحدثت رد فعل لم يسبق له مثيل، ليس فقط لدى الشعب المغربي ولا حتى الشعب العربي، لكن على مستوى العالم.. توحدت الإنسانية كلها في لحظة نادرة من لحظات التاريخ، وصلى العالم كله على اختلاف دياناته من أجل الطفل ريان الذي قامت المملكة المغربية بكل ما تستطيع من أجل إنقاذ هذا الطفل الذي أصبح أشهر طفل في العالم وسوف يبقى كذلك لوقت طويل.
تقمص كل أب وكل أم دور والد ريان ووالدته، ورفع الجميع أكف الضراعة لكي يروا ريان يتحدث ويأكل ويعانق والديه من جديد... يا لها من مأساة لم يتخيلها جهابذة السينما والفن في العالم.
أنا شخصيا أجلت الكتابة عن ريان في هذه الزاوية مرات عديدة لأنني كغيري من كل الأمهات والآباء أريد أن أفرح أولا بنبأ إنقاذ ريان ودخوله حضن أمه المسكينة، لكنني قررت فجأة أن أسجل خواطري هنا خصوصا أن الدروس العظيمة التي رأيناها قد تحققت بالفعل، وأهمها أن الإنسانية والتعاطف ليس لهما وطن أو دين أو قومية. لقد رأينا على الشاشات حجم الألم والتعاطف واللهفة التي عبر عنها أطفال ونساء ورجال هذا الوطن العربي الكبير، وبات الكثيرون أمام هذه الشاشات ينتظرون بين وقت وآخر الخبر الذي سيشفي كل القلوب.. ورأينا رجالا مغربيين يصلون الليل بالنهار وينامون في العراء في طقس غاية في القسوة من أجل إنقاذ هذا الطفل الذي اهتزت له أوتار القلوب وسالت الدموع له في أنحاء العالم، ورأينا مسؤولين مغربيين لا ينامون خلال إدارة هذه الأزمة الإنسانية التي كشفت إلى أي مدى تهتم الحكومة المغربية بالإنسان.
لكن تبقى مشيئة الله عز وجل الأكثر حكمة بين كل ذلك، رحمك الله يا صغيري، أنت الآن في مكان أكثر أمناً وسلاماً.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .