+A
A-

“هوى” للمخرج القدير محمد القفاص وفكرة الحب المحفور بالعين السينمائي

يتنافس على الجائزة الكبرى في مسابقة “الصقر الخليجي الطويل” الفيلم البحريني الطويل “هوى” للمخرج القدير محمد القفاص والذي شاهدته لكم مؤخرا ضمن عروض مهرجان العين السينمائي والذي كتبه أيضا، والذي مثَّله النجم جمال الردهان.

الفيلم الذي لاقى استحسان الجميع في المهرجان يحكي قصة ”فارس“ الذي تجاوز سن الـ “55” عاما، وهو أعزب يحثه صديق والده على الزواج واستكمال نصف دينه، ومن دون تعقيدات درامية تدخل “هوى” على “فارس” بفستان زفافها والتي تصغره بأكثر من 25 عاماً، ولكنها تصبغ حياته بلون وردي لم يشاهده ولم يحسه ولم يعيشه من ذي قبل، عشق فارس زوجته هوى في أيام قليلة معدودة، وفي ليلة ممطرة تقرر فجأةً “هوى” الهرب منه، ويصحو “فارس” على صوت أذان الفجر، فيتفجر دمه غضبا وتصرخ أحاسيسه حزنا على “هوى” عندما يكتشف هروبها، وهنا يسأل المشاهد: هل يستطيع مسامحتها يوما ما في حال رجوعها إليه واعتذارها له؟ وهل تسد مكانها في قلبه فتاة أخرى؟

إن شخصية “فارس” ليست هي الشخصية المحورية في العمل فحسب، ولكن هي شخصية مؤثرة ولها أبعاد إنسانية لاسيما في التفاصيل التي تعتمد على أحداث مثيرة، خصوصا بعد محاولات صديق والده الراحل "بوسعود" ويحثه على الزواج بتدخل خطابة والتي تعرض عليه صور فتيات، فيختار فتاة تدعى "هوى"، ويتيَّم بها بعد الزواج بصورة كبيرة وسط أداء الردهان المذهل والذي اعتبره من أقوى ركائز الفيلم الجديد.

تتغير أحوال الزوج العاشق مع هروب حبه “هوى” في صورة جميلة للمشاهدة، ويتحول فارس إلى كتلة من الكأبة، ووسط ذلك يقنعه “بوسعود” أن الحل في نسيان الحبيبة والارتباط بزوجة جديدة، وتأتي الخطابة "أم إبراهيم" مجددا ويختار "فارس" عروسة جديدة تشبه "هوى"، وأحبته بشكل كبير وهو أحبها أيضا، بالرغم من إخفائه بعض الأسرار في إحدى غرف البيت وتحديدا في الحديقة، وتكتشف الزوجة الجديدة الحقيقة، ووجود صورة "هوى" ودفتر ملاحظات يكتب فيه الزوج كل الحب الذي ينتظره هو لهوى، وعندما واجهته دفعها لتسقط على رأسها وتفارق الحياة، فيدفنها في فناء الحوش، ويخبر الجميع بأنها هربت أيضا نفس هوى التي ترجع إليه ذليلة بعد هروبها وتجربتها غيره، لكنه في مشاهد رائعة لا يصدقها، فيقوم بقتلها حتى لا تهرب منه مجددا!

الفيلم يقدم العديد من الحالات، حالات العشق والهوى والهيام والجنون والتعلق وحفر هذا الهوى في القلب وسط رومانسية درامية ممتازة بالرغم من اللهجات التي تم تقديمها في الفيلم والتي كانت غير بحرينية بالرغم من أن الفيلم بحريني، ويشارك في الفيلم بالإضافة إلى المبدع جمال الردهان، الفنانة ريم، والفنانة القديرة شفيقة يوسف والفنان يحيى عبدالرسول، وآخرون.

بحسب المخرج القدير محمد القفاص استغرق تصوير الفيلم وقتا طويلا لتقديم الأفكار المطروحة، وقال: "عمل بعيد عن المغريات التجارية، ولكن لا يخلو من المتعة القصصية، والبصرية، والأدائية من نجم بوزن الردهان، كما غامرت فيه بوجه جديد كعادتي على التحدى وإعطاء فرصة للوجوه الشابة وهي ريم، وأن تكون في المستقبل من الوجوه المهمة بالساحة الفنية”، ومن الأشياء الجميلة في الفيلم الأغاني التي اختارها المخرج بنفسه في المشاهد المصاحبة والتي أثنى عليها كل من شاهد هذا الفيلم الذي أتمنى أن يشاهده الجميع في المهرجانات الخليجية والعربية.