بعيدا عن مجموعات فرضيات الماضي والعقائد التقليدية، يمكننا القول إن الإنسان خطوات في هذه الحياة، فكل يوم ينقضي يقترب من الحفرة التي لا تحصيها المسافات، والعمر لا يعرف قانونا، وكثيرة هي الدراسات التي تحدثت عن تقسيم الأعمار وفي أي سن يكون الإنسان أكثر نضجا وخبرة وماذا يحتاج لكي ينطلق جاريا نحو السعادة. لنأخذ مثلا أن متوسط حياة اليوناني أو الروماني القديم كان 33 عاما، وحتى إلى عام 1900 كان متوسط العمر يقل عن 50 عاما، أما اليوم وبفضل ما أحرزه الطب من تقدم، طالت حياة الإنسان ونمت في الوسط.

معظم الدراسات تقول.. متى يبدأ منتصف العمر؟ من ناحية القوة البدنية تصل ذروة القوة لدى الرجل في الحادية والعشرين، ثم تأخذ في الهبوط حتى أواخر العقد السابع، وهي الفترة التي تتسلل فيها الأمراض التي تصيبه بالاضمحلال، لكن تقسيم الأعمار إلى مجموعات طريقة تحكيمية، فهي مقاييس اجتماعية أو نفسية، أكثر من أن تكون حقيقة فسيولوجية، وقد أثبت برنامج التدريب الشاق لرواد الفضاء خصوصا إذا كان بينهم رجل فوق سن الأربعين، أن الرجل يستطيع أن يضاعف قدرته البدنية العادية في أعمار بعد الحادية والعشرين بكثير، والقوة الجسمانية لأي شخص في منتصف العمر أمر ينفرد به كل شخص كبصمات أصابعه.

أحد الكتاب قال “إن منتصف العمر يحدث عندما تكون أصغر كثيرا من أن تمارس لعبة الجولف، وأكبر كثيرا من أن تندفع نحو شبكة التنس”، والذين بلغوا منتصف العمر في هذه الأيام، لا يملأون مروج الجولف الخضراء فحسب، بل ويقفزون فوق شباك التنس، ويتزحلقون فوق الجليد، وبعضهم يلعب كرة القدم كما فعل الهولندي روبن وحارس المرمى الإيطالي زووف، وغيرهم الكثير.

كل ما أعرفه شخصيا وبعيدا عن كل تلك النظريات أن الموت يحملق في النافذة القريبة منا، لهذا على الإنسان أن يستمتع بالحياة في صورة شعرية بديعة في كل مرحلة من مراحل حياته.