العدد 4830
الثلاثاء 04 يناير 2022
banner
د.حورية الديري
د.حورية الديري
ماذا تستحق؟
الثلاثاء 04 يناير 2022

مع دخول العام الجديد، تبدأ الأحلام تتطاير، حلما تلو الآخر، إما جديدة العهد للعهد، أو مؤجلة منذ سنوات مضت تأتي وتذهب مع بداية العام ونهايته، تتجدد ذكراها أحيانًا، ولكنها تبقى أحلامًا لا تبرح مكانها خطوة، وكأنها وجدت لكي تقي صاحبها شعور اللوم جراء خلو حياته من الأهداف والأمنيات مثل الكثير من البشر.
وتوقفت عند هذا السيناريو، وقد لا يراه البعض عائقًا، ماذا لو دخلنا العام الجديد بحركة جديدة لا نفاجئ بها أحلامنا فحسب، بل العام الجديد ذاته وما يعقبه من أعوام؟
بعد دراسة مقارنة بسيطة، أرى أن عنصر التوقيت يبدو مناسبًا للشخصيات التي تحرص على متابعة عنصر الزمن وتربط مؤشر إنجازاتها معه بحبل متين، لأن هؤلاء يمتلكون الدقة التامة ويهتمون بحركة عقارب الساعة كثيرًا، ويترقبونها باستمرار لأنها مرتبطة بالإنجاز، ولديهم فرص ثمينة لتحقيق ما يريدون، لأنهم يتعلمون بالتكرار فيتوصلون للإتقان، وذلك بعيدًا عما يعترضهم من عقبات خلال مسيرتهم الإنجازية.
أما الشخصيات التي تنتظر دخول العام، كي تضع أهدافًا وتنتظر التوقيت الآخر كي تقرر البدء والانطلاق، فهؤلاء أصلاً ينتظرون من يصنع الفرصة إليهم، ولا يهمهم أن يبقوا في طابور طويل طالما ينتظر فيه الكثيرون، هؤلاء أقول لهم “إننا جميعًا نحمل أوقاتنا الخاصة بنا، ونختلف في ترتيب أولوياتنا بما نريد”، نظرة متأنية لكل منهم كي يحدد “ما الذي يستحق” ربما تصنع الفارق، وتعيد لحظة البدء بسرعة تعويضية بدلاً من الانتظار الطويل، والتي لا يهم أن تبدأ بحركة عقرب الساعة باتجاه رقم معين، فلن يكون لذلك معنى دون المرور بمحطات متنوعة أصلاً تحاكي عقولنا وقلوبنا، وتحرك كياننا الإنساني وفق وجهة استحقاقية بجدارة.
وللإجابة على السؤال الذي بدأ عليه مقال اليوم، أقول للقارئ العزيز، إنك تستحق أن تمتلك ساعة جميلة تلازمك في أجمل أوقاتك، وتستحق أن تبني معها صداقة الشخص وظله، وتستحق أن تشكر نفسك على تشجيعها إليك كي تكون أنت اليوم، كما أنك تستحق أن تقدر التجارب والخبرات التي مررت بها وصنعت منك شخصية تقف وتبني التحدي لصياغة ما تستحق، يا ترى، ماذا ستفعل؟ عام جميل مليء بالإنجازات أتمناه لكم.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية