العدد 4824
الأربعاء 29 ديسمبر 2021
banner
2022 على مشارف عام جديد
الأربعاء 29 ديسمبر 2021

ساعات قليلة وينصرم العام الحالي 2021 بحلوه ومره، ويهل علينا 2022 بآماله وأحلامه، وما بين عام ماض وآخر قادم يأمل المرء أن تلتقط البشرية أنفاسها، وأن يعم السلام الإقليم والشرق الأوسط بداية، وربوع العالم كله ثانيا.
تدلف البشرية إلى عام جديد وهي محملة بأعباء العام الماضي وإرثه الصعب، وفي المقدمة من الكل يأتي الفيروس الشائه الذي يتصاعد خطره يوما تلو الآخر ومن غير رؤية واضحة لنهاية ممكنة في المدى الزمني المنظور، والمخاوف قائمة وقادمة من أن يظل هذا الفيروس سيفا مسلطا على رقاب البلاد والعباد لسنوات طويلة، فيما الأخطر أن يكون بداية لسلسلة من الهجمات الفيروسية على الإنسانية. 
يبدأ العام الجديد، وقضية التغير المناخي تقض مضاجع الخليقة، وليس أدل على خطورتها من موجات الصقيع القارس التي تضرب العالم، والغريب أن مناطق تقليدية عرفت بأجوائها الشتوية المعتدلة كالخليج العربي والشرق الأوسط، باتت عرضة لبرودة شديدة وتساقط الثلوج، ناهيك عن الأمطار الغزيرة، وجميعها تؤثر على مسارات الحياة الاعتيادية. 
يلقي حساب الحصاد الاقتصادي للعام الفائت ظلاله على العام الجديد، لهذا فإن هناك مخاوف حقيقية من أن تكون موجات التضخم التي يتحدثون عنها، خطرا حقيقيا داهما، ومهددا بقوة لاقتصادات العالم في العام الجديد، الأمر الذي يمكن أن تجري به المقادير بالفعل، حال حدوث إغلاقات بسبب تفشي الوباء بقوة، وهو ما بدأنا نرصده بالفعل وبقوة في الأسبوع الماضي، حيث توقفت مئات من رحلات الطيران في أعياد الميلاد جراء الخوف من الحركة والانتقال من دولة إلى دولة أخرى وحمل الفيروس عبر الحدود الجغرافية للدول بشكل مخيف. 
يرحل 2021 تاركا وراءه عدة ملفات دولية ساخنة تمثل جراحا مفتوحة في الجسد الأممي، ومنها ما يمكن أن يؤدي إلى حروب إقليمية كبرى لا تنفك أن تتحول إلى حروب عالمية. 
على الرغم من أن هناك بصيص أمل في الأفق لجهة نزع فتيل الأزمة بين روسيا وأوكرانيا، لا سيما بعد سحب الجيش الروسي قرابة عشرة آلاف جندي من قواته من على الحدود في إشارة لا تخطئها العين للتهدئة، إلا أن تصريحات أمين عام حلف الأطلسي، راسموسن، والتي أشار فيها إلى أن الحلف لم يتعهد بعدم الامتداد شرقا، أي جهة روسيا، تفتح الباب لصراعات من الوزن الثقيل، ذلك أن القيصر لن يقبل بحال من الأحوال مثل ذلك الانتشار والذي يعد تهديدا للأمن القومي الروسي في الحال والاستقبال، والذين تابعوا مؤتمره الصحافي نهار الخميس الماضي، يدركون أن سيد الكرملين لا يمزح، وأن "اليد المميتة" الروسية حاضرة في كل الأوقات.  
لا يمكن للمرء أن ينسى أو يتناسى مسارات ومساقات الأحداث من واشنطن إلى بكين والعكس، ذلك أنه ورغم اللقاء الافتراضي بين بايدن وشي جين بينغ مؤخرا، إلا أن التوترات تظل قائمة بين الجانبين، وهناك ألغام في الطريق من عينة الجزيرة التايوانية من جهة، وبحر الصين الجنوبي من جهة ثانية.
إقليميا لا يمكن للمرء أن يغفل إشكالية الملف النووي الإيراني بنوع خاص، وسياسات طهران بنوع عام، والتي تؤثر حكما على أمن وسلام منطقة الخليج العربي.
يبدو 2022 عاما ساخنا وإن كنا نسأل الله أن يجعله بردا وسلاما على العالم كله.

 

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية