+A
A-

ليبيا..تحركات سياسية في بنغازي وعسكرية في طرابلس

بعد أن أصبحت الانتخابات الليبية بحكم المؤجلة حتى دون إعلان رسمي تشهد العاصمة طرابلس توترا امنيا. أفاد مراسل "العربية" و"الحدث" في ليبيا بأن طرابلس تشهد تحركات عسكرية شملت إغلاقات لشوراع في بعض المناطق. وأشار إلى أن بعض الجهات تحذر من إمكانية اندلاع مواجهات خلال الساعات القادمة.

وطلبت جامعة طرابلس من الطلبة المغادرة بسبب التوتر الأمني في المدينة.

ذكرت مواقع محلية أن عربات مدرعة وآليات مجنزرة انتشرت في عدة تقاطعات للطرق في منطقة عين زارة الواقعة جنوب شرقي العاصمة طرابلس.

كما ذكرت أن شوارع أقفلت بسواتر ترابية في منطقة خلة الفرجان ومناطق مجاورة تقع جنوب غربي منطقة عين زارة. وأشارت إلى حالة استنفار أمني في ضواحي طرابلس الجنوبية والشرقية.

ودفعت مليشيات "جهاز دعم الاستقرار" و "ثوار طرابلس" و "777" بالميد من قواتها لحماية مقرات رئاسة الوزراء والمجلس الرئاسي و وزارات السيادة، ردا على تحشيدات عسكرية قامت بها مليشيا "444" المدعومة من مليشيات مصراتة والزاوية، بمعسكر التكبالي، للهجوم على العاصمة طرابلس والسيطرة على عدد من المناطق.

وشوهد مسلحون يعتلون سيارات عسكرية محملة بالأسلحة الثقيلة ودبابات وسواتر ترابية تم وضعها لإغلاق الطرق الرئيسية في شوارع مناطق عين زارة والفرناج وباب غشير وصلاح الدين وأبو سليم، في تحرك عسكري أوقف الدراسة في عدد من المدارس ودفع بعض المواطنين إلى ترك منازلهم والنزوح إلى مانطق أخر، تخوّفا من اندلاع قتال خلال الساعات القادمة.

وتعكس هذه المظاهر بين جماعات مسلحة تتنافس للسيطرة على الأراضي في الجانبين وعلى مؤسسات الدولة، صعوبة الوصول إلى حلّ سياسي في البلاد ما لم يحدث تحرّك صوب توحيد أو تفكيك هذه المجموعات وزع أسلحتها، خاصّة بعد تعثرّ إجراء الاتخابات في موعدها المقرّر بعد 3 أيام.

هذه التطورات تتزامن مع اجتماعات يعقدها إذ يعقد عدد من الشخصيات المرشحة للرئاسة الليبية في بنغازي لتدارس تأجيل الانتخابات.

أوضح مراسل "العربية" و"الحدث" أن الاجتماع سيضم أحمد معيتيق وفتحى باشاغا بالإضافة إلى خليفه حفتر والعارف النايض وعبد المجيد سيف النصر، وسيناقش آخر تطورات العملية الانتخابية وآليات سد الفراغ السياسي بعد الرابع والعشرين من ديسمبر.

من جانب آخر، وفي محاولة لإنقاذ المسار السياسي الليبي من الانهيار، أكد السفير الأميركي لدى ليبيا ريتشارد نورلاند وجود سيناريوهات مقترحة بشأن تأجيل الانتخابات. وأوضح نورلاند أن تلك السيناريوهات ليست كلها مثالية، ولكن قد يتم العمل عليها.

في الأثناء، أنهت المستشارة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة ستيفاني ويليامز جولة ضمت طرابلس ومصراتة وبنغازي التقت خلالها مسؤولين وشخصيات ترشحت للانتخابات.

وبحثت وليامز الأحد مع رئيس المفوضية الوطنية العليا للانتخابات عماد السايح، ووزير الداخلية خالد مازن، سبل دعم العملية الانتخابية.

وأوضحت وليامز عبر حسابها على تويتر أن الاجتماع الذي حضره أيضاً نائب رئيس مجلس النواب الليبي المكلف فوزي النويري يأتي في إطار المشاورات الواسعة التي تجريها في مدن مختلفة مع المؤسسات الليبية والجهات الفاعلة السياسية والأمنية "لدعم عملية انتخابية حرة ونزيهة وذات مصداقية".

ومن المنتظر أن تعلن ويليامز خلال الأيام القادمة، عن مقترحاتها بشأن المرحلة المقبلة في ليبيا.

يأتي ذلك، فيما أصبح تأجيل الانتخابات الليبية أمرا واقعا لا مفر منه على ما يبدو، وسط عدم استعداد أي من الأطراف الفاعلة في البلاد لإعلان الخطوة رسميا.

وتعثرت الاستعدادات للانتخابات في ليبيا، بسبب نزاعات قانونية حول أهلية بعض المترشحين الأوفر حظّا، وهم سيف الإسلام القذافي وخليفة حفتر وعبد الحميد الدبيبة، كما سيطرت الأجواء المتوترة على الميدان بعد تهديد ميليشيات مسلّحة بمنع الانتخابات، ما أثار مخاوف من إمكانية أن يؤدي إجراؤها إلى ضرب الاستقرار وتهديد عملية السلام في البلاد.

يذكر أن السلطات التنفيذية الحالية في ليبيا كانت تسلمت مهام عملها منتصف مارس الماضي، لتكمل بذلك انتقالاً سلساً للسلطة بعد عقد من الفوضى المشوبة بالعنف.

كما تتولى مسؤولية توحيد مؤسسات الدولة والإشراف على المرحلة الانتقالية حتى موعد انتخابات 24 ديسمبر، عندما تنقضي مدتها بموجب خارطة الطريق الأخيرة.