العدد 4815
الإثنين 20 ديسمبر 2021
banner
ليلة في مسرح الدانة
الإثنين 20 ديسمبر 2021

لم تكن مسرحية أو أمسية شعرية، لكنه حفل تخريج الفوجين الخامس عشر والسادس عشر من طلبة الجامعة الأهلية، لم يكن الثلاثة آلاف مشارك، هو العدد الذي يفيض عن مساحة المكان والزمان، لكنه النوع الذي يحدث دويًا عميقًا في القلوب، وأثرًا أعمق في النفوس، هو الحضور الذي يتسم بنتيجة التفوق، ويحفظ عن ظهر قلب ما تلقيناه من عبر ودروس وعلوم وفنون ومعارف على مر الزمان.

ليلة الثاني عشر من ديسمبر الماضي سوف أظل أذكرها على المدى من العمر، فهي ليلة مثلما لقبها البعض بأنها “لن تُنسى”، وأنا أكررها إنها ليلة لا تُنسى، ليس لأن الجامعة الأهلية هي التي نظمتها مطلقة حمامات السلام في سماوات مسرح الدانة الفسيح، ولكن لأن أداء مجتمعنا ممثلًا في “الأهلية”، ورقي وطننا متجسدًا في جامعة وطنية هو الذي شحذ الهمم، وهو الذي خلق في الأجواء قوة ناعمة بازغة من قلب هذا المكان، ومن عمق هذه الجامعة.

إن الهدف من التعليم ليس الحصول على وظيفة، أو اعتلاء أرقى المواقع، أو الحصول على أعلى الرواتب، لكنه الارتقاء بالمجتمع، صناعة الحضارة التي تبني ولا تهدم، تصون ولا تبدد، وهي معول الخلق، وأداته العازمة على مواجهة الطبيعة، والتعايش معها، وسبر أغوارها، وتوطين إبداعاتها.

إنها الجامعة الأهلية بمجلس إدارتها الذي حرص برئاسة الأخ العزيز فاروق المؤيد على أن يواجه معنا التحديات، وأن يتحمل الكثير في سبيل الارتقاء بالفكرة، وهي الهيئتان الأكاديمية والإدارية وجميع منتسبي الجامعة الذي لم يدخروا جهدًا إلا وبذلوه، ولم يبخلوا بعرق إلا وقدموه، ولم يترددوا في مفترق طريق إلا وكان الاختيار هو طريق “الأهلية”، فمنها وإليها تنطلق المواهب وتتجلى العقول، ويفصح أبناء الوطن عن مكنونهم المبدع، وعن معدنهم الأصيل.

ولعلي في تلك العجالة لا أريد أن أكتب عن الجامعة الأهلية فأكون منحازًا لها بحكم طبائع الأشياء، لكنني استخلصت منها نموذجًا وطنيًا يمكن البناء عليه، ليس في تنظيم المناسبات السعيدة فحسب، إنما في تجسيد جهود 20 سنة مضت واختصارها في ثلاث ساعات هي عمر الحفل البهيج.

وعلى الرغم من الدعم اللامحدود والرعاية الفائقة التي يحظى بها التعليم في بلادنا من لدن عاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ومن ولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، وكافة المنتمين لهذه المنظومة المباركة ما كان لنا أن نحقق هذا الإنجاز، وما كان لكرنفال “الأهلية” أن يظهر بهذا المستوى، بل وما كان للتزكيات والتقديرات الدولية التي حظيت بها الجامعة أن تتحقق، حيث أن ما نحصل عليه من دعم وتأييد وإيمان بالفكرة، يجعلنا حريصين على أن نصل دائمًا في تمام المواعيد، وأن نلبي نداء الوطن والواجب.

ونحن في هذه الأيام المباركة نحتفي بالعيد الوطني المجيد وعيد جلوس حضرة صاحب الجلالة الملك، اللهم اجعل أيامنا كلها أعيادًا، وأحلامنا كلها حقائق وإنجازات، ومستقبلنا المشرق مشرقًا، مزدهرًا، متقدمًا، قادرًا على مواجهة المصاعب والتحديات، وعاقدًا العزم على أن نبدأ من حيث انتهينا، وأن نبني على ما فات، وكل عام وبحريننا الغالية بألف خير.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية