العدد 4796
الأربعاء 01 ديسمبر 2021
banner
رغم الجائحة... سموه أدار أصعب الملفات بحكمة واحترافية
الأربعاء 01 ديسمبر 2021

كثيرة هي النظريات، الاعتبارات، الخطط والإستراتيجيات، مشكلتنا أن إدارة المنظومة، وإرادة التنفيذ تقف دائما في وجه المشكلات التنموية الصادقة، وضعف الإدارة وغموض الرؤية غالبًا ما يؤديان إلى صعوبة الوصول إلى الهدف. ومن قراءتي للمشاهد التي مرت بها مسارات الأحوال منذ تولي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة مسؤولية رئاسة الوزراء، أستطيع التأكيد مثل غيري أن إدارة الملفات كان سموه لها بالمرصاد، فمن صعوبة المرتجى إلى تحقيق المأمول كانت جائحة كورونا تمر بأعلى منحدرات ذروتها، وكانت الإصابات على المستوى المنطقة والعالم تفوق كل تصور، وحتى الدول التي ابتكرت لقاحات ناجعة كانت تعاني هي الأخرى من صعوبة كبح جماح الجائحة، والتقليل قدر الإمكان من أعداد الوفيات، ومن ثم النأي بالبشرية جمعاء من هلاك محدق، ووباء متربص، ونتائج مخيبة للآمال.
وبالفعل ومن دون الدخول في قصة الخروج من عنق الزجاجة بتفاصيلها الدقيقة، كان للفريق الوطني، واللجنة التنسيقية العليا برئاسة سمو ولي العهد رئيس الوزراء الفضل الأكبر في وضع خطط دفاعية فائقة الجودة والاحتراز، من توفير جميع أنواع اللقاحات تقريبًا، إلى وضع بروتوكولات الاحتراز في مكانها ومواقيتها الصحيحة، إلى الضبط والربط في الانتقال بخفة الريشة ما بين ألوان التعامل مع الحالات المصابة والوضع الصحي العام بكل احترافية وانضباطية وإرادة قويمة، بالإضافة طبعا إلى الفحص المجاني المتوافر في كل مكان تقريبًا وعلى مدار الساعة، سواء للمواطن أو المقيم أو الزوار. إنها قصة نجاح ما كان لها أن تتحقق إلا لو كان وراءها رؤية ثاقبة، وعلم قويم، وإرادة من حديد، هي نفسها التي أدت إلى هزيمة الجائحة وإلى انتصار مملكة البحرين عليها في جميع المنازلات وجميع المعارك، وجميع المواجهات التي وضعت المملكة كلها على المحك، والمسؤولية المجتمعية بمختلف أدواتها على أهبة الاستعداد.


الأهم أن مسؤولية الفريق الوطني البحريني برئاسة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، كانت تشدد وما زالت على هذا التكاتف المجتمعي مع الدولة، يدًا بيد وكتفا بكتف؛ من أجل أن تكون للبحرين الريادة، ويكون لحكومتنا الرشيدة ذلك الألق الذي نفتخر ونتفاخر به أمام الأمم.
لم يكن سهلًا أن يكون الانتقال بخفة حركة متناهية ما بين الأحمر والبرتقالي والأصفر والأخضر هو الذي يتحكم بمنتهى الأريحية في الفتح أو نصف الغلق الاقتصادي، حيث للنشاط المجتمعي، والتنمية المستدامة، وعوامل النمو الراهن أهميته القصوى في المحافظة على أركانها المنكشفة على الجائحة بقوة من أجل الحد من تداعيات هذه الجائحة.
ونحمد الله ونشكر فضله أننا تمكننا كفريق وطني واحد، لم يضم أعضاءه المعروفين فحسب، إنما كل المواطنين المخلصين في هذه المملكة الفتية، حيث إن الشعب كله وعن بكرة أبيه وقف وقفة رجل واحد، وكان عضوًا فاعلًا تحت إشارة وإمرة صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس الوزراء.
ومن حسن الطالع أن هذا الشعب كان وما زال يتحرك خلف ولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد بقناعة كاملة مفادها: أنه لا فرق بين مواطن وآخر في الحصول على اللقاح، في الفحص والعلاج والمتابعة الحثيثة لمواقع الفيروس اللعين، ولا فرق بين مواطن وضيف في المتابعة والاهتمام وتلقي أرقى أنواع العلاجات وأحدثها وأدق الفحوصات وأنجعها، وجميع اللقاحات وأقواها.
الكل سواسية لدى سموه، ولدى مملكتنا الحبيبة، ولدى قيادتنا الحكيمة.
جاء سمو ولي العهد رئيس الوزراء ليبني على ما فات، ليضع يديه الكريمتين على إنجازات سبقت وعلى إنماءات تحققت، وعلى مشوار طويل قطعه أسلافه في خدمة وبناء مملكتنا البحرينية الحديثة، لذلك لم يكن الإنجاز الصحي رغم أهميته هو فقط ما تحقق للدولة والمجتمع، فسموه حفظه الله ورعاه دائم التبصر في احتياجات المواطنين، وربط هذه الحاجات بكيفية الوفاء بها، وربط الكيفية بوسائل التنفيذ، وآليات التعاطي مع ملف الإسكان ووضع جدول زمني للقضاء على تكدس الطلبات، وإشراك القطاع الخاص في الهم الاقتصادي العام، ملف التعليم بما يحظى به من اهتمام منذ مشروع سموه الذي انطلق في العام 2003 - 2004 لإصلاح هذا القطاع الخدمي المهم، ناهيك عن مشروعات سموه الكبرى التي وضعت الاقتصاد داخل مثلث الاجادة ورؤية البحرين الاقتصادية 2030 كأفق محدد يربط النمو بالتعليم، والتعليم بإصلاح سوق العمل، كل ذلك وأكثر تحقق على أيادي إدارة حكيمة لمختلف مفاصل الدولة، ورؤية ثاقبة تتابع من قريب ومن بعيد وبكل دقة قائد، وبكل احترافية بصير استراتيجيات البقاء بجدارة وقوة ووعي على هذا الكون عملًا بالحكمة القائلة: إن هذا الوطن لأبنائه وبأبنائه.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .