العدد 4786
الأحد 21 نوفمبر 2021
banner
معرض الجواهر العربية
الأحد 21 نوفمبر 2021

في حلة قشيبة جديدة، عادت “الجواهر العربية”، عادت في ثيابها الوثيرة، وفي مقدامها البهي، عادت في نسخة مطورة، بعدما توقفت بسبب جائحة كورونا، وبعدما حققت منذ سنوات بعيدة أهدافها في النماء والارتقاء، وبعد أن نجحت في أن تضع البحرين في مركز الإبصار القوي للعالم أجمع، وفي دائرة الاهتمام الإقليمي والدولي ليس من أجل بيع أو شراء الذهب واللآلئ والمجوهرات فحسب إنما للاطلاع على لمسات الفنانين العرب وهم يأتون إلينا من كل حدب وكل صوب ليعرضوا فنونهم في النحت والحفر على الذهب والأحجار الكريمة، على اللآلئ والألماس والمجوهرات الثمينة.
لقد عاد “معرض الجواهر العربية” الذي يحمل العديد من الأرقام القياسية سواء من حيث عدد العارضين المشاركين 532 عارضًا، أم من حيث الدول المشاركة وعددها 30 دولة، ليعلنها على العالم أجمع أن البحرين عادت من جديد إلى انفتاحها الاقتصادي المبرمج، إلى ذلك التحرر التدرجي من قيود كورونا، وإلى التفاهم البروتوكولي مع الجهات المسئولة عن الصحة العامة وعن مجريات أمور الاقتصاد والحياة.
لقد أقيم المعرض العربي الدولي تحت رعاية ولي العهد رئيس الوزراء حفظه الله ورعاه جريًا على عادة مملكة البحرين عند تنظيم مثل هذه التظاهرات الاقتصادية المهمة، والتي كان قد أطلق مسيرتها الأولى فقيد البحرين الغالي صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه، وقام بافتتاح الحدث الاقتصادي وبتكليف من صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس الوزراء، نائب رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ علي بن خليفة آل خليفة، مما يؤكد حرص القيادة والحكومة أن تخرج هذه العودة الميمونة لمعرض الجواهر العربية بالشكل الذي يحقق الهدف المرجو منه، تمامًا مثلما يؤكد اهتمام الدولة بأن يكون لعودة الانفتاح الاقتصادي ذلك الزخم الذي تستحقه تلك الآلية التي تعزز خطة المملكة ورؤيتها لبلوغ أعلى مراتب التنمية المستدامة بحلول العام 2030، بل والوصول بالمملكة الفتية إلى ما يمكن أن نطلق عليه مملكة الخدمات الممتازة.
إن مملكة البحرين تمتلك من المقومات والخبرات المتراكمة والتاريخ الطويل ما يؤكد قدرتها على تنظيم المعارض الدولية المتخصصة، وهو ما يشير إلى إمكانية أن يكون معرض الجواهر العربية بمثابة التقليد الإقليمي الذي يضع البحرين في مصاف الدول المتقدمة في تصنيع الذهب والمجوهرات، وليس في بيع وشراء المعادن النفيسة فحسب.
ونحمد الله ونشكر فضله أننا نمتلك من المقومات والخبرات والأيدي العاملة المدربة والماهرة ما يضعنا في مقدمة دول العالم المتقدم المتخصصة بتلك الصناعة المهارية الدقيقة، ولعل ما قدمته “الجواهر العربية” في نسختها الراهنة ما يؤكد على أن العرب هم خير من ابتكر التصاميم والمشغولات الذهبية، وأن الذوق العربي الرفيع هو الذي فرد أجنحته المرفرفة على مختلف مواقع ومحلات دور العرض، بل إن الزوار الذين تجاوزوا عشرات الآلاف قد اطلعوا على كل ما هو جديد في هذه الصناعة الفريدة من نوعها، وعلى تلك المنصات العارضة الرائدة في هذا المضمار الذي لا يتوقف سباق الأمم فيه عند حد، ولا عند سقف، ولا عند نهاية مطاف.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية