حمل البيان المشترك في ختام زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع لمملكة البحرين “إطلاق عدد من المبادرات التي تسهم في تعزيز التشاور والتنسيق المستمر بين وزارتي خارجية البلدين، وتنسيق المواقف للتصدي للفكر المتطرف، خصوصاً بين الشباب في المملكتين، وتنفيذ دورات مشتركة للدبلوماسيين الشباب، وتعزيز التواصل والتعاون بين الجهات القنصلية في المملكتين”.
إن مسألة تنسيق المواقف للتصدي للفكر المتطرف خصوصا بين الشباب في المملكتين، غاية في الأهمية، فلطالما كان شبابنا مستهدفين من قبل الجماعات الإرهابية والمتطرفة التي تتخذ من الدين شعارا لجذب الشباب وتلويث عقولهم بالكثير من الأمور التي لا تقرها الشريعة الإسلامية، وقد شهدت السنوات الأخيرة نشاطا في أعمال التخريب والإفساد والتدمير على يد شباب في أعمار الزهور تخبطوا في تراكمات الظلمة وتدفأوا بنيران القنابل والمتفجرات، خسروا أنفسهم وخسرتهم أوطانهم.
كما لابد أن يقوم أهل العلم بواجبهم ويكثفوا إرشاد الناس في هذا الموضوع الخطير، والإعلام الخليجي بمختلف منصاته عليه أيضا أن يستغل رسالته الحيوية في المجتمع ويبرز هذه القضية الحساسة المؤرقة للمجتمعات، ويزيد جرعة بث البرامج ذات الصلة والعلاقة، كون الإعلام الخليجي يلعب دورا مهما إن لم يكن رئيسيا في تنوير الشباب ويقظتهم وعدم الانسياق وراء الأفكار الهدامة والبعيدة عن الدين الإسلامي وتغليب المصلحة الوطنية، وللأسرة الدور الأهم في مراقبة الأبناء وتبصيرهم، خصوصا مع التطورات المتسارعة والتحديات الكثيرة التي تلف المنطقة والتي تستغلها الجماعات الإرهابية والضالة في تسريب الأفكار المنحرفة وقلب الأنماط والأوضاع لصالحها.
مسؤولية محاربة الإرهاب والتطرف مسؤولية جماعية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، إذ من الصعب السيطرة على هذا المرض إذا لم تكن هناك تعبئة وتوجيه مشترك وعمل جماعي وبذل مجهود أكبر لتجاوز هذه المرحلة المؤلمة التي نعيشها.