استطاع “حوار المنامة” الذي تختتم اليوم الأحد دورته السابعة عشرة، أن يرسم صورة شاملة للتحديات الأمنية والدفاعية والسياسية والاقتصادية والاستراتيجية، وتحليل مسار الكثير من القضايا التي تهم دول العالم وأمنها واستقرارها، ونظرة ولو سريعة على الخريطة السياسية لعالمنا المعاصر سنرى أن “حوار المنامة” لعب دورا فاعلا في مفهوم التضامن وتعزيز التعاون الإقليمي والدولي والتقدم الذي تتطلع إليه الشعوب كافة، وأكد كذلك وبامتياز النطاق الواسع الذي تعمل فيه مملكة البحرين من أجل تحقيق وترسيخ الأمن والاستقرار في ربوع العالم على كل المستويات، وتعميق قواعد التفاهم والسلم بين الأمم والاندفاع نحو تحقيق الأهداف السامية التي تسهم في خير وازدهار وتقدم الشعوب.
الدورة الحالية تناولت وبالوصف الدقيق مسألة غاية في الأهمية تدعم الأمن والاستقرار والسلام في العالم وهي مسألة “التعددية والشرق الأوسط”، وتناولت في سبع جلسات عامة محاور إقليمية ودولية جوهرية حول: “سياسة الدفاع الأميركية في الشرق الأوسط، الخليج وآسيا، الدبلوماسية والردع، تعددية الأطراف والأمن الإقليمي في إطار متحول، إنهاء الصراعات في المنطقة، ديناميكيات الأمن في البحر الأحمر، والميليشيات والصواريخ وانتشار الأسلحة النووية”.
إن ما يجري في العالم اليوم وفي الشرق الأوسط بالدرجة الأولى، يجب أن يدفع الجميع لاتخاذ مواقف موحدة تساعد على إحلال الأمن والسلام في المنطقة، ومملكة البحرين بقيادة سيدي جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، ومؤازرة سيدي صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس الوزراء حفظه الله ورعاه، لديها الرؤية والبصر الواعي لتحقيق كل ذلك، وتمتلك الاستجابة القوية والإيجابية للتحديات، والانطلاق بدول العالم إلى رحاب دور حضاري وأمني جديد على درب التطور الدائم والطويل، وحضور هذا الكم الهائل “300 شخصية بارزة من كبار المسؤولين في شؤون السياسة والدفاع والأمن القومي وخبراء متخصصين يمثلون أكثر من خمسين دولة، والعديد من الشركات والمنظمات الإقليمية والدولية” أكبر دليل على ريادة مملكة البحرين في دعم جهود الاستقرار والأمن في العالم.