أسوأ ما في عصر السوشال ميديا قيام الكثيرين باختلاق قضايا وأزمات ومعارك باستخدام موضوعات أو قصص لا ضرورة لها، بل إن تفجيرها والحديث عنها يحدث الضرر وينشر الفتنة ويخلق الضغائن والكراهية بين فئات المجتمع. أقول هذا الكلام تعليقا على ما قام به إعلامي كبير ومعروف قبل أيام قليلة من تفجير لموضوع لا ضرورة له، ولا يليق بتاريخ ومكانة هذا الإعلامي الذي أطلق كلمة خلال برنامجه التلفزيوني فخلقت معارك وصراخا لا نهاية له على كل وسائل التواصل الاجتماعي.
قال هذا الإعلامي في إطار انتقاده التطرف الديني والفهم الخاطئ للدين إنه يدخل أحيانا صيدلية من الصيدليات فيجد الصيدلي الموجود يقرأ القرآن... وتساءل متعجبا لماذا لا يقرأ كتابا في علم الأدوية بدلا من ذلك! فكان هذا الاستنكار من قبل الإعلامي المعروف سببا في ضجة مهولة على وسائل التواصل الاجتماعي، وصلت إلى حد مطالبة نقيب الصيادلة في مصر للصيادلة أن يبدأوا عملهم يوميا بقراءة القرآن ردا على ما اعتبره اعتداء على كرامة الصيادلة.
ووصل الأمر إلى حد دخول مشايخ كبار على الخط، ليدلوا بدلوهم في هذه القضية التي لا غالب فيها، بل إن الكل مغلوب وخاسر، ليس فقط بسبب إضاعة الوقت في أمر كهذا، لكن بسبب إثارة الكراهية وإحياء التطرف بدلا من محاصرته. فلماذا قام الإعلامي الشهير بطرح هذه القضية؟ وعلى أي أساس اعتبرها ظاهرة تستحق النقد؟ هل قام بالمرور على مئات الصيدليات فوجد كل من فيها يقرأون القرآن مثلا أم ماذا؟ وما الذي استفاده هو أو ما الذي استفاده المجتمع من إشعال حريق كبير على وسائل التواصل الاجتماعي وإعطاء سبب للمتطرفين وغير المتطرفين في بدء هجوم مضاد.
البعض يقوم باختلاق أشياء غريبة، والبعض الآخر يقوم بتخويف الناس من اللقاح سعيا وراء الشهرة.. وبعض النساء تقمن بالتعري على التيك توك من أجل نفس الشيء، لكن لماذا يحتاج إعلامي شهير إلى تفجير قضية كهذه؟.