مرت سنة ومازال العقل لا يستوعب رحيل الوالد الغالي ملك القلوب سمو الأمير خليفة بن سلمان رحمه الله.
كيف لنا أن نستوعب رحيل من وعينا على هذه الدنيا ونحن نراه القوي الشامخ، قائد سفينة البحرين في خضم الأمواج المتلاطمة من الأزمات والمؤامرات، وبكل ثبات، لنهنأ نحن بنوم هادئ بينما هو ساهر على حفظ أمننا وحل أزماتنا بحكمته، كان والدا لشعب بأكمله، مواطنين ومقيمين، يتابع أحوالهم ويسمع همومهم ومشكلاتهم.
هناك بشر يتركون في حياتنا بصمات لا تنسى، وأثرا يبقى أبد الدهر، رغم رحيلهم إلا أننا نراهم في كل شيء، يرحلون بأجسادهم وتبقى أرواحهم ترافقنا تشعرنا بوجودهم، إن ما صنعه هذا القائد لن يذهب بذهابه، فالعظماء لا ترحل إلا أجسادهم.
كم نشتاق له ولأحاديثه الشيقة وابتسامته وعفويته وإنسانيته، كان يحتوي أبناءه بكل حب ويحفزهم، يعينهم ويشجعهم، ويقف إلى جانبهم في الملمات.
هناك من كان معك وبعدك حبانا الله بهم، هاهم يكملون المسيرة التي بدأتها، يسيرون على نهجك، بإذن الله بهم ومعهم سنحقق ما كنت تتنمى، ونسعى لتكون البحرين دائماً في الطليعة، نكمل معاً النجاحات والإنجازات التي تحققت في عهدك.
من المؤسف أن مساحة المقال لا تستوعب كل عطائه وإنجازاته، فعلاً كان فخراً للبحرين وستبقى آثاره خالدة تتناقلها الأجيال.
اللهم ارحم روحاً صعدت إليك ولم يعد بيننا وبينها إلا الدعاء، رحم الله أمير الإنسانية باني نهضة البحرين الوالد خليفة بن سلمان، نتضرع إلى الله العلي القدير أن يسكنه فسيح الجنان.