العدد 4773
الإثنين 08 نوفمبر 2021
banner
نهاية “الإخوان”
الإثنين 08 نوفمبر 2021

وحدهم “الإخوان المسلمون” من بين كل الأحزاب العربية الذين لم يدركوا أنَّ القرن الحادي والعشرين يختلف عن القرن الذي سبقه، وأنهم عندما رفعوا شعار “الربيع العربي” الذي اعتبروه ربيعهم اعتقدوا أنَّ القرن الحادي والعشرين سيكون لهم دون غيرهم، وهكذا فإنَّ المفترض أنهم فوجئوا أنَّ عالم الأمس، إنْ عربيَاً وإنْ “كونياً”، ليس عالم اليوم، وأن معطيات هذه المرحلة تختلف عن معطيات المرحلة السابقة، وأن هموم هذه الأجيال، أي أجيال هذا القرن، غير هموم الأجيال السابقة، وهذا هو ما لم يدركه “إخوان” حسن البنا الذين مازالوا ينفخون في قربة سياسية مثقوبة.
والمعروف، إلاَّ من لا يريد أن يعرف، أنَّ الأحزاب القومية التي كانت قد حكمت في العراق وأيضاً في سوريا وفي اليمن الجنوبي وفي “جماهيرية” معمر القذافي جميعها قد “شمعَّتْ الخيط”، كما يقال، فحزب البعث في بلاد الرافدين لم يعد له وجود إلاَّ في بعض جلسات ما تبقى من الذين يقولون إن “البعْث” لا يزال موجوداً وإنهم بعثيون، وحقيقة وهذا ينطبق على... الإخوان المسلمين الذين لا يزال من بقي منهم يسْبح ضد التيار وضد معطيات القرن الحادي والعشرين.
والمشكلة هنا هي أنَّ أحزاب هذه المرحلة والمراحل السابقة “فرَّختْ”... حزيبات تقتات على العطاءات الحكومية وعلى بعض “منحِ” الذين يسعون إلى مواقع سياسية وحتى وإنْ كانت شكلية، والذين يريدون أن يحتلوا مراتب عشائرية ما كان بإمكانهم الوصول إليها لو لم يشكلوا مثل هذه الأحزاب الوهمية... وعليه فإن هذه التنظيمات كلها إمَّا أنها قد اختفت نهائياً في فترة كانت مبكرة جداً وإمَّا أنَّ بعضها لم يبقَ منه إلاَّ بعض الأسماء الثانوية وبعض قادتها الذين كان من المفترض أن يحيلوا أنفسهم على التقاعد بعد أنْ تجاوزت أعمارهم ما يزيد على عشرات السنين وهكذا فإن ما تبقى من الإخوان المسلمين الذين فوق تمزقهم وانقسامهم قد التحقوا بـ “دائرة” الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي لم يتردد في أنْ يتخلَّى عنهم وعن غيرهم عندما باتت تصطك عليه دوائر كثيرة. “إيلاف”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية