العدد 4771
السبت 06 نوفمبر 2021
banner
باب الشمس
السبت 06 نوفمبر 2021

منذ احتلالها الضفة الغربية عام 1967 وإسرائيل ماضية قُدماً في تنفيذ خططها الاستيطانية فيها، غير عابئة بقرارات الشرعية الدولية الرافضة لتلك الإجراءات على أرض محتلة، وفي أواخر الشهر الفائت أعلنت خططا جديدة للتوسع الاستيطاني في الضفة، وهو ما أثار حفيظة واشنطن و12 دولة أوروبية، وتستحق الأمانة العامة لجامعة الدول العربية الشكر والتقدير أن أدانت باسم الدول العربية الغارق معظمها في أزماتها الداخلية والإقليمية ذلك الاستيطان، وبموازاة ذلك وصمت إسرائيل ست منظمات مدنية حقوقية بالإرهابية.
والقضية الاستيطانية لطالما تناولها الكتّاب والمبدعون الفلسطينيون والعرب في كتبهم ومقالاتهم وأعمالهم الأدبية، بل لطالما تفاعل سكان الضفة الغربية وخصوصا الشباب مع تلك الأعمال، ومنها على سبيل المثال رواية “باب الشمس” للروائي اللبناني الياس خوري، فلئن مثّل تحويل قصيدة ما إلى أغنية يرددها الملايين، أو رواية ما إلى فيلم يشاهده الملايين لحظة لا تُوصف من السعادة والاعتزاز، والتي تجتاح مشاعر الشاعر والروائي، فما بالنا إذا ما تفاجأ روائي عربي بأن عنواناً لإحدى رواياته التي كتبها من أجل القضية الفلسطينية قد خلّدها مجموعة من أهل القضية نفسها، وهذا بالضبط ما انتاب الروائي اللبناني الياس خوري من أحاسيس ممزوجة من الدهشة والخجل والاغتباط، ففي عام 2014 أقامت مجموعة من الشباب الفلسطينيين قرية فلسطينية نصبوا فيها الخيام على أرض قريبة من القدس كانت إسرائيل قد خصصتها من جملة أراض في الضفة للاستيطان وأطلقوا عليها “أرض الشمس” تخليداً لاسم تلك الرواية، فما كان من خوري إلا أن طلب من الشباب أن يعتبروه واحداً من مواطني هذه القرية، لكن إسرائيل لم تمهل هذا المشروع المعبر عن حُلم الشباب الفلسطيني سوى ثلاثة أيام لتجرفها سلطات الاحتلال حالها حال مئات القرى الفعلية التي تم تجريف مساكنها وحقولها، فما كان منهم رداً على وأد حلمهم إلا أن أسسوا قرية بديلة أسموها قرية “أحفاد يونس”، ويونس هذا ما هو إلا بطل رواية خوري نفسها “باب الشمس”، وهذا يُرينا عمق تفاعل أهالي الضفة مع محيطهم العربي المعزولين عنه؛ بما في ذلك الأعمال الأدبية الإبداعية.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .