+A
A-

الإخراج السينمائي .. كيف تصنع فيلمك الأول بالديجيتال

قليلة هي الكتب الموجهة إلى السوق العربية والتي تهدف إلى تعليم الشباب كيف يصبح كل منهم ذلك الشخص المبدع المحترف في كتابة الفيلم، وإنتاجه، وإخراجه، ومونتاجه بشكل مستقل عن نظام الإنتاج التقليدي، ويأتي كتاب "الإخراج السينمائي..كيف تصنع فيلمك الأول بالديجيتال" لتروي لا نير وكلاي نيكولاس، وترجمة عاطف معتمد عبدالحميد والصادر عن دار الطناني للنشر والتوزيع بالقاهرة، كأحد أهم الكتب المترجمة إلى اللغة العربية الرامية إلى اكتشاف إمكانات المبدعين.
يقع الكتاب في 196 صفحة من القطع المتوسط، ويشتمل على 12 فصلا هي كالتالي:
مفاتيح النجاح، العثورعلى فكرة، سيناريو الفيلم، منتجو الأفلام، كيف توفر مالك ووقتك، كيف تصبح مخرجا، قائد موقع التصوير، الأجهزة، كيف تحصل على صورة رائعة، كيف تحصل على صوت نقي، مونتاج الفيلم، نصائح ختامية.
منى الصبان الأستاذة بمعهد السينما ومديرة المدرسة العربية للسينما والتلفزيون والمراجعة للترجمة قالت عن هذا الإصدار القيم:
قبل عدة سنوات كان من المستحيل أن يقوم شاب بمفرده ودون خبرة، مستقلا عن شركات الإنتاج الكبرى التي تتحكم في سوق الإنتاج السينمائي أن يخاطر بالبدء في التصوير باستخدام كاميرا ضخمة غالية الثمن داخلها نيجاتيف فيلم، ومن ثم عليه أن يقوم بتحميضه وطبعه على فيلم "بوزتيف"، وهو ما يتكلف كثيرا من المال، عندها يصبح عليه أن يبدأ في مونتاج الفيلم الذي يتطلب آلات كبيرة ليقوم بتقطيع الفيلم، ومن ثم بإعادة تجميعه للحصول على نسخة نهائية من الفيلم، وهو ما يعني في النهاية الكثير من الوقت، والكثير الكثير من المال.
أما الآن وبعد الثورة التكنولوجية الرقمية التي اجتاحت عالم السينما والتلفزيون كان من المتوقع ظهور عدد كبير من الكتب لتؤكد أن طريقة صنع الفيلم والفيديو قد تغيرت تماما، والأهم كان ترجمة هذه الكتب؛ حتى يستطيع شبابنا الاطلاع عليها باللغة العربية. لذلك فإن هذا الكتاب من أوائل وأهم الكتب التي أعتقد أنها تتكلم عن كيف يصنع الشباب فيلما بأرخص وأحسن وأدق الطرق.
وعند قراءتي الكتاب وجدته أنه رسالة موجهة إلى الشباب، تشرح وتوضح لهم كيف تصنع أول أفلامك بأقل مال ممكن، فإذا كان الشاب يود كتابة سيناريو، فالكتاب يساعده على نقل أفكاره إلى الورق، وأن يحكي القصة بشكل محترف، وإذا كان الشاب يود أن يكون منتجا لفيلمه، فسيجد في الكتاب كل المعلومات التي تؤهله للعمل كمدير إنتاج، يستطيع أن يوفر للمخرج كل ما يحتاجه أثناء التصوير، بل والسيطرة الكاملة على تنظيم جدول العمل اليومي، وتوفير مواقع التصوير، وتزويد فريق العمل في الفيلم بكل ما يحتاجه.
وإذا كان الشاب يود أن يكون مخرجا، فإن الكتاب يساعده على أن يكون سيد العمل ليس فقط من الناحية الإبداعية، بل أيضا من ناحية قيادة كل فرد في فريق عمل الفيلم من مدير التصوير والمصور والمونتير ومهندس الصوت. وإذا كان الشاب يود أن يكون مونتيرا، فالكتاب يشرح له الطرق الجديدة في التعامل مع التكنولوجيا الجديدة التي اجتاحت عالم السينما والتلفزيون.