العدد 4761
الأربعاء 27 أكتوبر 2021
banner
محمود المردي قاصا وروائيا
الأربعاء 27 أكتوبر 2021

كما نعلم أن العرب أول من عرف فن التوثيق في القرون الوسطى، وقد سبق العرب العالم كله في وضع معاجم اللغة ومعاجم الأدباء، وجمع مفردات اللغة، وسير الأدباء هي الركيزة الأولى في التوثيق، فاللغة ترجمان الأمة، وسير الأدباء هي سير الأمناء على هذا الترجمان، وأعمال الأدباء لسان الحال في شتى مناحي الحياة للأمة وتوصيف حي لظروف تطورها ومراحله، وقد انتقل التوثيق عند العرب من الأدب إلى سائر ضروب الفكر، فالمنهاج واحد والغاية واحدة، الأمانة في التوثيق، والحفاظ على معرفة السلف، لخير الخلف ولخير الإنسانية جمعاء.
هذه المقدمة المسهبة عن أهمية التوثيق بمناسبة قيام أسرة الأدباء والكتاب مؤخرا بإصدار كتاب توثيقي غاية في الأهمية للناقد النشط والذي يستحق أسمى آيات التقدير والإعجاب فهد حسين بعنوان “تاريخ السرد وفنونه في البحرين 1941 – 2018”، وفيه المعنى الحقيقي والأصل والأقرب إلى الاكتمال الفني، ولعل أهم معلومة قرأتها وتوقفت عندها هي أن رائد الصحافة البحرينية محمود المردي رحمه الله كان قاصا وروائيا، حيث نشر في جريدة الأضواء قصة طويلة تحت عنوان “الذئب” على حلقات في الأعداد “7 – 33 – 36 – 38 - 57”، ويؤكد الناقد فهد حسين أنه على الرغم من أن المفهوم آنذاك غير واضح تجاه الكتابة الروائية ومكوناتها السردية، وتقنياتها الفنية، فإن المشهد الأدبي في تلك الفترة قد لا يفرق بين القصة الطويلة والرواية من حيث تكنيك الكتابة وحجم النص وتركيب الشخصيات، وتوظيف الزمن، وغير ذلك من متطلبات الكتابة القصصية أو الروائية، لذلك نتجاوز المفهوم الدقيق لهذه الأعمال الثلاثة “ذكريات على الرمال لفؤاد عبيد، والذئب للمردي، وقلوب وجدران لخلف أحمد خلف” ونضع هذه المحاولات في سياق الكتابة الروائية التي شكلت البداية لمن جاء بعدهم، وهذه الأعمال الثلاثة تعتبر العتبات الأولى في تاريخ الكتابة الروائية البحرينية. 
للعم محمود المردي رحمه الله مكان فريد في تاريخ الصحافة وفي تاريخ الأدب أيضا، عرف بمشقة البحث والدرس ويقظة العقل، ولا شك أن فصول حياته تستحق أن تروى في عمل أدبي أو درامي.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .