من شاهد ما حدث في مباراة فريق توتنهام هوتسبر ونيوكاسل في الدوري الإنجليزي حتما لا ينسى المشهد طوال حياته، لما حمل من معان عظيمة في الإنسانية عنوانها “الإنسان أهم”، فقد لاحظ أحد لاعبي فريق توتنهام ومن خلال الجمهور أن أحد الأشخاص من الجمهور أصيب بأزمة قلبية ويحتاج إلى مساعدة طبية عاجلة من قبل المسعفين، وعلى الفور قرر الحكم الرائع الذي يستحق أن ترفع له القبعة أن يوقف اللعب، وطلب من اللاعبين الخروج من الملعب، داعيًا الفريق الطبي المرافق للفريقين إلى التوجه إلى المدرجات لإسعاف الشخص المصاب.
في اعتقادي الشخصي إن هذا الموقف لم يحدث مسبقًا في ملاعب الكرة عالميًا، وهو بلا شك سيسجل في التاريخ، حيث يبرهن أن الإنسان عندهم فوق كل اعتبار، شاهدنا الكثير من المواقف التي تحدث للاعبين، وهذا أمر مسلم به باستدعاء المسعفين، لكن أن يتم إسعاف شخص وسط هذا العدد من الجمهور، فلم يحدث أبدًا، هذه المواقف الملهمة جديرة بأن تتحدث عنها جميع وسائل الإعلام والمنصات الإخبارية والصحف لتصل إلى الجميع.
هذه القصص التي تحكي عن الإنسانية المفقودة تفرض عليك احترام تلك الدول والشعوب التي تعرف معنى الإنسانية، فشتان بين الثرى والثريا، ففي مجتمعاتنا نفتقد هذه الصفات الحميدة والرائعة! وبين هذا وذاك تزامن في نفس يوم المباراة إجراء إحدى الصحف المحلية حوارًا صحافيًا مع شخصية اقتصادية معروفة حين صرح بأن هناك ١١ ألف مليونير في البحرين! وأن البحرين بعيدة عن معايير الفقر المدقع، وكذلك التأكيد على أن دخل الفرد في البحرين يعتبر ضمن الأعلى في العالم! هذه المقابلة أحدثت بلبلة في الشارع البحريني وتعليقات ساخرة، ولا أعرف إلى الآن سبب هذا التصريح في هذا الوقت. وفي المقابل، ورغم حذف الخبر من موقع الصحيفة إلا أن الكثير تمكن من قراءته في زمن وجيز، فكما كررنا ونعيد “الإعلام سلاح ذو حدين”. مثل هذه التصريحات النارية تثير الشارع البحريني، وأتمنى أن يبادر الخبير بتوضيح تصريحه مدعمًا بالإحصائيات والأرقام.
وفي اليوم ذاته نقرأ تقريرًا صادرًا من صندوق النقد الدولي يقول إن البحرين ثالث أغنى دولة عربيًا في عام ٢٠٢١! لا تسألوني عن سبب نشر الخبرين وفي نفس التوقيت!.