قام عدد من الأشخاص عبر وسائل التواصل الاجتماعي وبصورة غير مقبولة ولا تمت بصلة لأخلاق مواطني هذا البلد بشن حملة ضد الفعالية التي قامت بها السفارة الهندية، بالتنسيق مع هيئة الثقافة والآثار، للاحتفاء بمرور ٥٠ عامًا على العلاقات الدبلوماسية الهندية البحرينية، بتنظيم سوق الهند الصغيرة في سوق المنامة. لقد استغلت تلك الأصوات الدين مدخلا لكسب التعاطف ودغدغة مشاعر الجهلة، وهم كثر مع الأسف الشديد، فهؤلاء الأشخاص طالبوا بنقل الفعالية مبررين ذلك بأن مكان الحفل يقع في ساحة جامع الصحاف!
للعلم وبعد أن تأكدت من عدم دقة المعلومات الواردة، اتضح أن موقع الاحتفال - الأرض المحاذية للجامع - أساسًا كان منزل أحد كبار التجار الهنود في البحرين، وبعد هدم المنزل قامت هيئة البحرين للثقافة والآثار بتملك الأرض، كما أنه تأكد أن الفعالية لا تتعارض مع موعد الصلاة، حيث تكون بين صلاة المغرب والعشاء، كما أن المسرح الذي دشن لها كان أساسا لافتتاح هذه الفعالية ولإلقاء الكلمات الرسمية في مثل هذه المناسبات.
بعض النواب تركوا أهم القضايا المصيرية التي تهم المواطنين، وقاموا بطرح هذه الفعالية ضمن جدول أعمال المجلس النيابي، وأخذ بعضهم يطلق التهديد والوعيد للمسؤولين، حيث استخدموا بعض الكلمات والعبارات التي لا تليق بالجالية الموقرة ومن دون وجه حق! شهادتنا في هذه الجالية مجروحة، حيث إنها من أفضل الجاليات الأجنبية في البحرين وبشهادة الجميع، فمساهماتهم وبصماتهم واضحة ومقدرة في جميع الميادين.
فعلا نعيش أزمة ثقة بسبب الجهل لدى البعض! وهناك الكثير من الفعاليات الجميلة والراقية التي تخدم الوطن والمواطن، لكننا لا نفرح ولا حتى نشكر ونشيد، فموقف بعض النواب "سامحهم الله" من هذه الفعالية أبسط مثال! فهم يتكلمون فقط في القشور لا المضمون، وكثير منهم يتصيدون في الماء العكر !ولا شك أن العلاقات البحرينية الهندية تعتبر أنموذجا متميزا للتعاون المثمر والبناء، كما أنها توفر الكثير من الفرص الاستثمارية والاقتصادية الزاخرة، والبحرين منذ القدم تحترم وجود الجاليات الأجنبية وتوفر المساحة اللازمة لممارسة عاداتهم وتقاليدهم ومعتقداتهم بكل حرية.
كاتب المقال يدين للهند الكثير، فقد استضافتني وغيري من الطلبة البحرينيين للدراسة في أعرق الجامعات هناك، وعشنا أحلى الذكريات، وقد تقلد الكثير منا بعد إنهاء الدراسة مناصب قيادية في وزارات الدولة والقطاع الخاص.
وفي الختام لا يسعني هنا إلى أن أتقدم بخالص الشكر لهيئة البحرين للثقافة والآثار برئاسة الشيخة مي بنت محمد على ما تقوم به من جهود مضنية وحثيثة ومقدرة للارتقاء بالحراك الثقافي لمملكتنا الغالية.