+A
A-

عروس الاحتجاجات في العراق تقاطع.. شباب الناصرية يعتكفون

"الانتخابات في العراق تتم تحت وطأة السلاح والمال السياسي"، بتلك العبارة برر العديد من الشبان العراقيين في مدينة الناصرية جنوب العراق، مقاطعتهم للانتخابات النيابية المبكرة التي ستجري في العاشر من الشهر الجاري (أكتوبر 2021).

فقلب ونبض الحراك الذي انطلق في أكتوبر 2019، ومعقل الاحتجاجات الشاسعة التي عمت البلاد حينه غير متحمس لهذا الاستحقاق.

المدينة ذات الغالبية الشيعية التي تقع على بعد 350 كيلومترا عن بغداد، والتي يظهر الفقر الشديد وتدهور البنى التحتية بشكل جلي في شوارعها غير متحمسة.

 

صور قتلى الاحتجاجات بدل المرشحين

فقد اختفت صور المرشحين من الشوارع، وارتفعت مكانها صور شباب قتلوا خلال قمع الاحتجاجات التي اندلعت في أكتوبر 2019 مطالبة بإصلاح الاقتصاد ووضع حد للفساد وبحلول للأزمة المعيشية.

كذلك خطف عدد كبير من ناشطي الناصرية، ولم يعرف مصير كثيرين. منهم حتى اليوم

 

سطوة السلاح المتفلت

وبعد عامين على تلك الاحتجاجات غير المسبوقة التي شكّلت فئة الشباب الغالبية الساحقة فيها، وكانت مدينة الناصرية البالغ عدد سكانها نصف مليون نسمة، قلبها، يرى الكثير من الشباب أن الانتخابات المبكرة لا تلبي طموحهم.

كما أكد الكثيرون بحسب ما نقلت وكالة فرانس برس، أنهم يخشون اختطاف أصواتهم بسبب السلاح المتفلت والفساد والتبعية للخارج.

 

 

فصائل موالية لإيران

إلى ذلك، يتهم الكثير من الناشطين فصائل منضوية في الحشد الشعبي وموالية لإيران بالمسؤولية عن اغتيال وخطف أكثر من سبعين ناشطاً بينهم سجاد العراقي الذي لا تزال صوره مرفوعة حتى اليوم في ساحة الحبوبي في الناصرية، ولم يعرف شيء عن مصيره.

لذلك يخشى المرشحون، لا سيما الحزبيون منهم، رفع صورهم في المدينة، مخافة أن يتم تمزيقها.

وقد اكتفى المرشحون في محافظة ذي قار، ومركزها الناصرية، بخوض حملتهم على مواقع التواصل الاجتماعي.

وتعليقا على تلك النقطة، قال حيدر جعفر البالغ من العمر 23 عاماً لوكالة فرانس برس: "من الصعب لأي مرشح أن يرفع صوره في الناصرية لا سيما بعد تشرين والمجازر التي وقعت فيها. قد يعتبر البعض أي مرشح شريكا في قتل أصدقائهم".

بدوره، اعتبر المصور الفوتوغرافي حيدر كاظم الذي ينوي مقاطعة الانتخابات أيضا، "كل الأحزاب تابعة للخارج، منها ما هو تابع لإيران أو للولايات المتحدة وليس لها ولاء للعراق. يقدمون مصلحة البلاد الأخرى على بلدهم".

يذكر أن الانتخابات النيابية المبكرة كانت شكّلت مطلباً لبعض المحتجين في العام 2019.

لكن في بلد يتغلغل فيه الفساد بكل مفاصل الدولة وهو في المرتبة الـ21 على سلم الفساد بحسب منظمة الشفافية الدولية، يعتبر العديد من أهل الناصرية أن "الحكومة لا تستطيع أن تضمن نزاهة الانتخابات، وإن سعت فعلا لذلك!"