العدد 4739
الثلاثاء 05 أكتوبر 2021
banner
أكاديمية البحرين للإعلام
الثلاثاء 05 أكتوبر 2021

استوقفني خبر نشر مؤخرا، وفيه الكثير من علامات الاستفهام والدهشة! ومن باب الفضول والحرص على تحري مضمون وصحة الخبر، خصوصا أنه يحمل اسم مملكتنا الغالية، أود أن أطرح هذا السؤال على القراء الأعزاء، ماذا تتوقعون منذ الوهلة الأولى عند قراءتكم هذا الخبر، وعنوانه “أكاديمية مدينة البحرين للإعلام” تحتفل بالذكرى الأولى لتأسيسها؟ لا شك أن الجميع سيتفق ويتوقع معي أن هذه الأكاديمية تمثل جهة أو مؤسسة بحرينية رسمية أو أهلية متخصصة في تدريب وتأهيل رجال الصحافة والإعلام.
وبصراحة صعقت عند قراءتي الخبر، حيث إن رئيس الأكاديمية وهو من الجالية الهندية صرح خلال المؤتمر الصحافي بأنه سيتم تكريم رجل أعمال من نفس الجالية، وشخصية أخرى بحرينية من العنصر النسائي كناشطة اجتماعية لمساهماتها ودعمها المغتربين، كما ذكر في الخبر أن الأكاديمية قامت بتدريب ٣٠٠ شخص خلال عام!
المضحك المبكي في الخبر أنني لم أجد أي ذكر لأي شيء يخص الإعلام أو شخصية إعلامية لها أية صلة بهذه الأكاديمية الإعلامية، لا من قريب ولا من بعيد! لقد استبشرت خيرًا بأننا نملك مركزًا أكاديميًا متخصصًا بالإعلام كباقي دول الجوار، لكن هذه الأكاديمية تأسست قبل عام من غير علم رجال الإعلام، أو حتى وزارة شؤون الإعلام! ولكي أكون منصفًا فيما أكتبه فقد تريثت قليلًا للتأكد من المعلومات الخاصة بهذه الأكاديمية، وبعد إجراء اتصالاتي المكثفة بجهات الاختصاص وعدد من رجال الصحافة والإعلام، صعقت بعدم معرفتهم هذه الأكاديمية! وبعد التحري والاستفسار والبحث تبين أن هذه الأكاديمية هي في الأصل مؤسسة تجارية تحمل رخصة تجارية (CR) ويندرج نشاطها تحت بند تعليم الدراما والفنون ! 
أنا لست بصدد معرفة آلية منحها هذا الترخيص وهذا النوع من العمل التجاري، وأحترم كثيرًا التصنيف المعتمد لجميع الأنشطة التجارية المدرجة في الوزارة، لكن كنت أتمنى أن تكون تسميتها غير أكاديمية البحرين للإعلام، حيث إن هذا الاسم يعطي انطباعًا آخر لأي شخص وكأنها مرخصة من وزارة شؤون الإعلام! حيث إنها الجهة المسؤولة عن الصحافة والإعلام بشكل عام، كما أنها تعطي رسالة خاطئة كجهة إعلامية في داخل وخارج البحرين .ومن هذا المنبر أدعو الجهات المختصة لتصحيح هذا الوضع، وتذكروا جيدًا أن “الإعلام سلاح ذو حدين”، والله من وراء القصد .

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية