+A
A-

معلم ابتدائي ينشئ التطبيق الذكي “معالم من بلادي”

كان لدخول الإنترنت تأثير كبير في مجال التعليم، فأثر ذلك على جميع عناصر الميدان التعليمي، وكذلك الطلاب الذي أصبحوا مرتبطين أشد الارتباط بالعالم التقني والتكنولوجي، فكان لا بد على المعلم من مجاراتهم والسير مع هذا الركب التقني التعليمي، بما يحقق الهدف التعليمي التربوي، عبر استخدام الأجهزة الحديثة والوسائل التقنية لزيادة تحصيل الطلاب العلمي وكفاءتهم.
ويعي ذلك جيدًا مربي الصف الثالث بمدرسة جابر بن حيان الابتدائية للبنين علي عبدالله حبيب الذي قام بإنشاء التطبيق الإلكتروني (معالم من بلادي) للهواتف الذكية، والذي أطلق شرارة الإبداع لدى طلبته من خلال تنمية حب الاطلاع والاكتشاف والبحث الذاتي، إذ إن علي حاصل على عضوية مجتمع معلمي مايكروسوفت وشارة معلم مايكروسوفت المبدع ولقب معلم مايكروسوفت الخبير لثلاثة أعوام على التوالي، كما حصل على لقب مدرب مايكروسوفت المعتمد الأول بتدريب أكثر من (2400) خلال عامين، وحاصل أيضًا على لقب معلم مايكروسوفت المعتمد ولقب زميل مايكروسوفت بعد ترشيحه من وزارة التربية والتعليم ضمن أول مجموعة تحصل على هذا اللقب بالبحرين. 
تقارير 
يقول علي “سعيت لتطوير أساليب التعليم في صفي حتى أواكب كل ما هو متطور من استراتيجيات وأساليب تعليمية، ولأن مهارة المواطنة المحلية والعالمية من المهارات المهمة للمتعلم لتزيد من حبه وانتمائه لوطنه من جهة، ولتعطيه فرصة التعرف على الثقافات العالمية من جهة أخرى، وتساهم في إثراء معارفه، فقد أوليت هذا الأمر أهمية كبيرة ضمن خطتي السنوية لهذا العام والأعوام السابقة. وكتطوير للتعلم، ولتطبيق التعلم بالمشروع، خططت ليكون هذا المشروع أحد المشروعات الريادية، فكانت الفكرة في البداية تصوير تقارير إعلامية تستعرض معالم البحرين المختلفة، وتطور المشروع بعد ذلك لنشر هذه التقارير على هيئة روابط (QR) ضمن خريطة كبيرة لمملكة البحرين ولكن الطموح في الوصول لشريحة أكبر، جعلني أحول المشروع لتطبيق إلكتروني للهواتف الذكية، وتم ما خططت له حتى أصبح التطبيق رسميًا ضمن سوق بلاي الخاصة بهواتف أندرويد”.
وبين أن المشروع يستهدف جميع الطلاب بمدرسة جابر بن حيان الابتدائية للبنين وخارجها، والعمل جارٍ على ترجمة جميع التقارير باللغة الإنجليزية، ويسعى جاهدًا للترجمة للغات أخرى، إذ جرب الترجمة للغة الفرنسية كتجربة لتكون موجهة للطلاب حول العالم، ويهدف إلى تنمية حس المواطنة لدى الطلبة ومهاراتهم البحثية وتوسيع مداركهم وإثراء معلوماتهم وخبراتهم إلى جانب دمج التعليم بالحياة من خلال تنمية مهارات القرن الحادي والعشرين وتنمية مهارات العرض والتحدث والربط بين المواد والخبرات التعليمية وبلغ عدد تنزيلات للتطبيق إلى حد الآن 251 من مختلف دول العالم. 
التنفيذ
وأشار علي إلى أنه “تم تقسيم معالم البحرين إلى أقسام مثل الأثرية والتجارية والتاريخية والتراثية وغيرها، وشرح المطلوب لأولياء الأمور، ليكونوا شركاء في هذا الإنجاز، وتدريبهم على ما يحتاجونه لمعرفة كيفية متابعة الطالب، وكيفية عمل مونتاج التقرير المصور بأحد برامج تحرير الفيديو البسيطة من خلال الهاتف وقد اخترت برنامج (Video Show) لسهولته وتوافره في جميع أنواع الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية، وتم تدريب الطلبة على مهارات العرض والتقديم داخل الصف، والاستفادة من استراتيجية القبعات الست في عرض الأفكار الإبداعية من خلال التقرير المصور، وتخصيص أوقات لدعم الطلبة ومتابعة ما يقومون به، لضمان الوصول لنتائج أكثر جودة، ويتعين على الطالب تنفيذ التقرير بنفسه في أحد معالم البحرين، ويساعده ولي أمره في إنتاج التقرير المصور، أو تسليمي المواد المصورة لأقوم أنا بمساعدة ولي الأمر في عمل المونتاج، ويتم تخصيص فترة لعرض التقارير الإعلامية التي هي أساسًا مشروعات الفصل الدراسي وتقييم الطلبة بناء على معايير محددة تم إرسالها لولي الأمر، ويتم اختيار أفضل 5 أعمال لتدخل في مسابقة لاختيار أفضل التقارير الإعلامية، ونشر التقارير الإعلامية في قناة يوتيوب خاصة بالمعلم، وتصميم لوحة كبيرة لخريطة البحرين يتم وضع التقارير الإعلامية المصورة على هيئة روابط الاستجابة السريعة (QR) لتشغيلها ووضع اللوحة في أحد أروقة المدرسة، وتصميم تطبيق للهواتف الذكية يضم التقارير الإعلامية على هيئة نقاط (GPS) على خريطة مملكة البحرين يتم تشغيلها من خلال التطبيق”.
ثمرات 
وأكد علي أن جميع الأهداف التي وضعها لهذا المشروع تحققت وتم تحويل المشروع لتطبيق للهواتف الذكية (أندرويد) منشور رسميًا في سوق بلاي لهواتف أندرويد والمشاركة في أحد المعارض الخاصة باحتفالات البلاد بالعيد الوطني المجيد بإحدى المدارس الابتدائية بالتعاون مع اختصاصي التفوق والموهبة في المدرسة وتسجيل مجموعة من الطلبة المشاركين في هذا البرنامج كموهوبين مع اختصاصي التفوق والموهبة وتسجيل مجموعة من الطلبة كإعلاميين في برنامج الإعلامي الصغير الذي أقوده وأشرف عليه في المدرسة.
انطباعات 
ولرصد انطباعات الطلبة التقينا راشد محمد رضا الذي أكد أن التطبيق عزز لديه حب الوطن وساهم في تعريفه على معالم البلاد حيث اختار منطقة باربار، بينما قال حسن محمد رضا “تعرفت على آثار بلادي قديمًا كآثار أبوصيبع الدلمونية وساعدني ذلك في تطوير قدراتي البحثية”، وقال حسن محمود “اخترت متحف البحرين لأنه ثري بالمعلومات ويجمع جميع الحضارات التي مرت بها المملكة”، وقال عبدالله حسن “التطبيق سهل الاستخدام، واخترت المكتبة الوطنية بسبب حبي للقراءة والاطلاع”، وبين محمد العصفور أن التطبيق ساهم كثيرًا في إثراء معلوماته عن الوطن واختار مجمع سوق بوابة دلمون بسبب التصميم المعماري القديم وما يحويه من محلات تجارية تحاكي المهن البحرينية، بينما قال محمد حسين “صورت فلمي في جسر الملك فهد؛ لأني أحسست أن هذا الموقع لن يختاره أحد ولأني أحب السفر”.
وقال السيد رضا الموسوي “نستطيع من خلال التطبيق قراءة القصص، وفيه العديد من الذكريات التي قضيناها مع المعلم والأصدقاء، وصورت فيلمي في عين أم السجور الأثرية في الدراز واخترتها لأعرض أحد الآثار الموجودة في بلادي وبالتحديد بمنطقة سكني”، فيما قال محمد الشهابي إنه زار مصنع الفخار بمنطقة عالي واستمتع كثيرًا بالشرح عن الخزف والأواني الفخارية.