العدد 4716
الأحد 12 سبتمبر 2021
banner
التعليم .. رقمي وتفاعلي
الأحد 12 سبتمبر 2021

قد يكون اللقاء الصحفي مع جريدة البلاد “وجهًا لوجه” مقدمة لابد منها ونحن نتجه نحو العودة الميمونة للتعليم وجهًا لوجه، وقد يكون التباعد الاجتماعي ونحن نعيش أيامنا الخضراء ضمن مساحة مسئولة من الحرية رغم أن الجائحة مازالت مهيمنة على تعاطي المؤسسات مع الحالة المترددة ونحن على بُعد أرقام هزيلة حول إصابات كورونا، وحول ضحاياها في كل مكان.

نصف تباعد، ونصف وجه لوجه، ربما يكون حلًا مؤقتًا لما يمكن أن نطلق عليه بالتباعد التفاعلي، كيف سنكون متفاعلين ونحن نعيش التباعد الاجتماعي بكل صفاته ومواصفاته وجرائره؟ السؤال وجيه وكان محور لقاء صحيفة البلاد الغراء ومن خلال الصحفي القدير سعيد محمد حول التعليم التباعدي التفاعلي، كيفية تحقيق المعادلة الصعبة؟ وعلى أي مستوى يمكن أن ننتظر المردود والنتائج ونحن نعيش المرحلة على طريقة “النص نص”، أو مسك العصا من المنتصف؟

سؤال البلاد كان وجيهًا، وفي وقته، والإجابات مثلما قرأناها قبل أيام كانت تصب باتجاه مصلحة الكيان، النشاط الأكاديمي في ظل وبعد وقبل الجائحة، التعليم الجامعي البحريني وتحدياته، مستقبله وحاضره وأمنياته.

كل ذلك كان على مائدة البحث مع “البلاد”، وكل ذلك كان يعاني العديد من المعاصي التي ارتكبتها المنظومة في المهد، ومازالت تجني خسائرها حتى اللحظة، رغم ذلك نحن نعيش أيامًا جديدة، فرصًا كبيرة أتاحتها لنا الجائحة، امتحان صعب، لكنه أفرز نتائج إيجابية مذهلة.

ونحمد الله ونشكر فضله أننا اجتزنا الامتحان بنجاح منقطع النظير، منظومة الأعمال برمتها خرجت من النفق المظلم أكثر إبصارًا من ذي قبل، تجاوزت الانكسار وباتت أكثر قوة نظرًا لامتلاكنا نواصي التقنية، لاحترافنا التعامل مع آليات التكنولوجيا الحديثة “أون لاين” و”تيمز” وغيرهما، ولأن التعليم عن بُعد لم يكن تفاعليًا بطبيعته، لكن ابتكار وسائل تكنولوجية جديدة قد تؤهل القطاع بأن يكون لديه تلك الإمكانية التي تُقرب ولا تُبعد، تُخاطب في الصميم، تتحدث عن بُعد، تتعامل بحميمية وهي في الأساس تفتقر لإمكانية التعامل وجهًا لوجه.

قد تكون سياسة “النص نص” حلًا مفصليًا خلال تلك المرحلة الخضراء، وقد تكون التقنية الملزمة حلًا علميًا وعمليًا لتقريب المسافات بين الطالب والأستاذ، بين الجامعة وأعضائها الأكاديميين والإداريين، وقد يكون للجديد التكنولوجي رأي آخر حتى ندرس علومًا تتفاعل فيها المنظومة مع بعضها البعض، وتتقارب فيها الأجساد والأرواح والأفكار أكثر فأكثر، وقد يصبح للنظام المتفق عليه بين أقسام ذات العلاقة كلمة السر أو فعل السحر؛ حتى يتسنى لنا اجتياز المحنة بأقل خسائر ممكنة، بل بتحويل الخسائر إلى مكاسب بالجملة.

التعليم التفاعلي رغم الجائحة، أطلقته ندوة البلاد، وفكرت فيه المنظومة، بل واستعدت له ونحن على أبواب عام دراسي جديد، وعلى أعتاب مرحلة تمكنت فيها الدولة من توفير ضمانات الترقي والاحتراز الصحي من خلال اللجنة التنسيقية وفريق العمل الوطني برئاسة صاحب السمو الملكي ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله ورعاه، وذلك بعد النجاح منقطع النظير الذي حققته بروتوكولات اللجنة، وتعليماتها، بالإضافة إلى ذلك التعاون الباهر من مختلف فئات المواطنين، والمؤسسات التي تعمل وتُدير وتتعاطى باحترافية مع مختلف الأنشطة الاقتصادية، والتعليمية والخدمية وغيرها.

إن مملكة البحرين نجحت في تسطيح الإصابات بفيروس كورونا تمامًا مثلما اجتازت أعقد المراحل وأكثرها صعوبة عندما تجاوزت الإصابات الثلاثة آلاف إصابة قبل بضعة أشهر، ولحسن الطالع أن تكاتف الحكومة مع الناس، وتعاون المؤسسات مع الأفراد مواطنين ومقيمين وزائرين عابرين، كان له أكبر الأثر في وصول سفينة الوطن إلى بر الأمان بأمان واستقرار ومنعة ووعي كامل بأهمية اجتياز المرحلة واقتناص الفرص وتحويل التحدي إلى نشاط، والتباعد إلى تفاعل، و”النص نص” إلى اكتمال ناجح لأصعب تجربة.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .