العدد 4702
الأحد 29 أغسطس 2021
banner
المرأة البحرينية في 20 عامًا
الأحد 29 أغسطس 2021

مهما قلت عن المرأة البحرينية لن أفيها حقها، ومهما تحقق لها فإنها تستحق المزيد، نعم .. لقد ملأت المرأة حياتنا بهجة وتربية ومراعاة، وها نحن اليوم نحتفل مع المملكة الحبيبة بمرور 20 سنة على تمكين المرأة، على تأسيس المجلس الأعلى الذي يرعى شئونها وشجونها، على المشروع الإصلاحي الكبير لحضرة صاحب الجلالة الملك حفظه الله ورعاه الذي منح للمرأة كامل حقوقها السياسية والمتكامل من حقوقها الاجتماعية، والمتفاعل مع حقوقها الإنسانية.

المجلس الأعلى للمرأة برئاسة قرينة العاهل المفدى صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة حقق للمرأة كل ما تحلم به، وقدمها لكل المحافل والمجالات، ورشحها لكي تمثل البحرين في مختلف المواقع والمناصب ومناحي الحياة.

أصبحت البحرينية وزيرة وسفيرة وقاضية، ونائبة في البرلمان حتى تقلدت أعلى المناصب فيه كأول رئيسة لمجلس النواب، وهي إحدى الخريجات المعتبرات بالجامعة الأهلية.

المرأة البحرينية تم تمكينها وهي تستحق التمكين، وتمت ترقيتها وهي تستحق الترقي، تحملت المسئولية وشغلت كل المناصب التي يشغلها الرجل، وتفوقت عليه ربما في العديد من مواقع العمل، والعديد من المناصب الحساسة، أصبحت مديرة بالمصارف والشركات، وعميدة في الكليات ومعاهد التدريب، مكنها المشروع الإصلاحي الكبير من أن تدير دفة الاستحقاقات في الجمعيات والمجالس النيابية “شورية وبرلمانية”، وأصبحت في كل موقع عاملًا مؤثرًا ورقمًا صعبًا يستطيع تحريك الماء الراكد في أروقة الدواوين الحكومية والمواقع الوظيفية ومؤسسات القطاع الخاص الفائقة.

لقد تم التيسير على نسائنا، أمهاتنا وبناتنا وأخواتنا في المسئولية والعطاء وتعزيز معاول البناء، وتم تمكينها ليس من أجل أن تصبح بمفردها المسئولة الوحيدة لإدارة عجلة الإنتاج في الدولة المزدهرة، إنما لتشارك الرجل همومه، لتقف كتفًا بكتف ويدًا بيد تسانده في السراء والضراء، تأخذ بيده وتذهب معه إلى موقع العمل كي ينمو الاقتصاد، وتكتمل أرجاء الأسرة البحرينية المستقرة، فيتواصل العطاء، ويتقدم البناء، وتكتمل أركان الدولة الحديثة، والمؤسسات اليافعة القوية، والقطاعات والأنشطة المتألقة مهنيًا وإداريًا وفنيًا وفي كل مجال.

لقد أثمر المشروع الإصلاحي الكبير، ووفر للمرأة البحرينية مناخًا تستطيع أن تبذل فيه كل غالٍ ونفيس، وتتمكن من خلاله سبر أغوار جديدة، وفتح آفاق بعيدة، لتذود عن وطنها وأمتها، وتضيف إلى أهلها وبني جلدتها، وتحقق مع المجتمع المتنامي المترابط كل ما يزيد من لحمتها، ويقوي من عزيمتها، ويجدد الدماء في عروقها الفتية، لترافق الدول المتقدمة تقدمها، وتحاكي أحدث ما توصلت إليه العلوم والفنون والآداب، دخلت الجامعات وتفوقت بها، كنا في الجامعة الأهلية وعلى سبيل المثال، وعلى الهامش من العشرين سنة الماضية نتفاخر بالمرأة، شجعناها على العمل، على المشاركة، على الانضمام لمسيرة الجامعة الفتية التي جاءت هي الأخرى كثمرة يانعة من ثمرات المشروع الإصلاحي الكبير، أشركناها في نحو 35 % من وظائف الجامعة عندما انطلقت في العام 2001، وتجاوزت نسبة إشراكها في مختلف وظائف الجامعة أكاديميًا وإداريًا لأكثر من 50 % من القوى العاملة بالجامعة حتى الآن.

التوقعات والدراسات ومختلف التقديرات والتصنيفات تؤكد على كفاءة المرأة البحرينية ومعدلات إنتاجيتها المرتفعة في مختلف المواقع الوظيفية التي تشغلها، هكذا تحقق للمرأة البحرينية منذ عشرين سنة، وهكذا حققت المرأة البحرينية لبلادها وشعبها على مر الأزمنة والعصور، وكل عام وأنس الوجود في صحة ونعمة وخير ووطننا الغالي البحرين في تقدم واستقرار وازدهار وألف خير.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .