العدد 4688
الأحد 15 أغسطس 2021
banner
حتى الآن .. أمان
الأحد 15 أغسطس 2021

نقترب من عاشوراء، ومازلنا عند اللون الأصفر نحترز، ونتباعد، ومازلنا وفقًا لبروتوكول الفريق الوطني، ووصايا اللجنة التنسيقية برئاسة ولي العهد رئيس الوزراء حفظه الله ورعاه عند الأرقام المفرحة سواء في أعداد الإصابات أو الوفيات أو في مستويات الرعاية الطبية المتقدمة.

رغم ذلك لاحظنا أن الإصابات في تزايد طفيف، وأن الأعداد ارتفعت في يوم واحد ما بين الثلاثاء والأربعاء الماضيين بنسبة 60 % تقريبًا من 101 إصابة إلى 166 إصابة.

صحيح أنه لا توجد وفيات، وصحيح أن الذين يشغلون مواقع العناية المركزة لا يزيدون على الخمسة مرضى بعد أن كانوا بالمئات، لكن الصحيح أيضًا أن مضاعفة الاحتراز واجب وأن التباعد نظام حياة، وارتداء الكمامات فرض عين.

صحيح أن تداعيات الجائحة في مملكتنا الغالية تحت السيطرة، والناس جميعها تعيش الوباء وكلها إيمان بالله وبالوطن، بالمواجهة والتكاتف، باحترام النظام والالتزام بتقاليد المرحلة، لكن الصحيح أيضًا أن الضبط والربط لابد وأن يمتد على استقامته ليلحق بأيام عاشوراء المباركة، وأن يكون التحوط واجب مقدس مثلما هي شعائر مُحرم، وأن يتفق المجتمع المتحاب على صون أمانة الله في الإنسان ورعاية متطلباته وحاجاته.

أرقام وتوصيات منظمة الصحة العالمية تبعث على القلق، بل وعلى الرعب، قبل أيام قلائل أعلنت عن ظهور ما يسمى بـ “متحور المتحور” من عائلة دلتا وأخواتها، وكشفت المنظمة أن هذا القادم الفتاك ينتشر حتى اللحظة في 28 دولة، وأن آثاره وصولاته وجولاته أشد بطشًا من الأنواع الأخرى التي اعتدنا على التكيف معها منذ هجمة الجائحة في مطلع عام 2020. يقولون إن متحور المتحور هو ناتج من خلطة سحرية سرية بين كل أنواع وسلالات دلتا منذ نشأتها في الهند، ويقولون إن انتشار هذا الكائن الجامح أشد بأسًا وضراوة من دلتا وألفا وبيتا وجاما وما بينهم، ويقولون إن اللقاحات جميعها لم تثبت قدرتها على مواجهة كل الأنواع دفعة واحدة رغم كونها هي الطريق الوحيد المتاح أمام الإنسانية للجم كورونا وعائلاته المتغطرسة.

بالتأكيد إن اللقاح وقاية، والوقاية خير ألف مرة من علاجات ليست موجودة حتى الآن، وبالتأكيد هناك لحظة سوف ينجر فيها العالم إلى ثورة على العلاجات المتاحة، إلى غطرسة مضادة لغطرسة كورونا، إلى صدمة من العيار الثقيل لا يفيق منها الفيروس اللعين إلا عندما يتحول إلى ذكرى أليمة بعد زوال.

واجبنا أن نكون دائمًا في المقدمة، أن ننتبه كمجتمع واعٍ إلى مخاطر القادم الجديد، الصحة العالمية تتنبأ بغزوة “متحور المتحور” في شهر سبتمبر، ليهدد دول شرق أوسطية بعينها، ونحن نعلم أن شهر سبتمبر هو شهر المدارس والجامعات، وهو الشهر الذي تنتعش فيه الأسواق والمجمعات والتجارة العابرة بين الدول والمجتمعات، من هنا لابد وأن نكون على قلب رجل واحد، يدنا في يد الفريق الوطني، وفي يد قيادتنا الحكيمة، وجهًا لوجه أمام الجائحة، صامدون بإرادتنا وإرادة الله من قبلنا، رافعون شعار الوطن للجميع، والمواطن هو حصنه الحصين.

لقد نجحنا بجدارة في كبح جماح الجائحة على المدى من سنة ونصف السنة، وتفوقنا على العديد من الدول المتقدمة في تعميم الفحوصات واللقاحات مجانًا على كل من يعيش على هذه الأرض الطيبة.

أصبحت مناعة شعبنا هي الأفضل، وبروتوكولات حكماء أطبائنا هي الأكثر نفعًا ومردودًا على الصحة والبيئة والاقتصاد، ونحمد الله ونشكر فضله، أن حكومتنا الرشيدة وكتائبها البيضاء، وشعبنا الواعي القدير، سوف يواجهون شهر سبتمبر وأكتوبر وكل الشهور، وسوف نكون على مستوى المسئولية، وبحجم الحدث، تحور المتحور أم لم يتحور، تخطى حدودنا أم لم يتخطها، كان الله في عون عباده الأشداء، طالما كان العبد في عون أخيه، والله الموفق والمستعان.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .