العدد 4667
الأحد 25 يوليو 2021
banner
إنجاز العيد.. عيد
الأحد 25 يوليو 2021

ما حققته مملكة البحرين في عيد الأضحى المبارك من سيطرة شبه متكاملة على فيروس كورونا يستحق التوقف طويلا، وليس الإشادة ورفع القبعات فقط، وعي وإدراك وخبرة وعلوم اللجنة التنسيقية برئاسة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله ورعاه وفريقه الوطني يستحق التوقف طويلا، الدراسة والبحث في علوم بروتوكولات الجوائح والأوبئة، الكيفية التي أدار بها الفريق الوطني مفترق الطرق عندما كنا نعاني مما يطلق عليه ب “شبه التفشي”،، وشبه التمادي وشبه والانتشار، هنا قالت اللجنة التنسيقية كلمتها، وهنا قررت تطبيق فلسفة الصرامة مثلما يقول كتاب إدارة الأزمات.

ولحسن الطالع كان الوعي المجتمعي، والتجاوب الشعبي، والإدراك الوطني بضرورة السيطرة على شبه التمادي، في مقدمة الأسباب التي أخرجتنا من الدائرة الحمراء للتفشي إلى البرتقالية ثم الخضراء، وها نحن اليوم نقضي عيد الأضحى المبارك وأرقام الإصابات هي الأقل عالميًا نظرًا لدقة الفحوصات ومجانية التعاطي الشعبي لكل من يعيش على هذه الأرض الطيبة، وسهولة الوصول إلى مواقع الفحص والتطعيم، وتوفر مختلف أنواع التطعيمات لكل من يطلبها ووفقًا للتعليمات الصحية والطبية المرعية.

إنني لفخور ببلادي التي تقدمت الأمم، ورسخت الأمن والأمان، وتمكنت في كل المفترقات أنها على مستوى التحدي، أيًا كان مصدره، ومهما بلغت درجة خطورته.

عفارم بالبحرين قيادة وحكومة وشعبا، عفارم يا لجنتنا التنسيقية وفريقنا الوطني، وعفارم على بطولات كل من ساهم في وضع بلادنا على منصات الترقي العالمية، ولكل من لعب دورًا وطنيًا في ازكاء الروح الوطنية، وتعميق الإحساس بالمسئولية، شكرا لك يا وطني، شكرا لك يا بلادي، نحن اليوم في مأمن من كل شر، رغم ذلك فإن انتقالنا للون الأخضر يحملنا مسئولية اكبر، حملا ثقيلا بألا نعود أبدا الى الوراء، وألا نتراجع عن الإنجاز، وان نواصل عطاءنا وبذلنا وإصرارنا أن نكون دائما في المقدمة، وان يكون الاحتراز أسلوب حياة، والتأني طريقا للنجاة، والتعاون مع بعضنا البعض منهجا وطنيا يضرب به المثل. الأيام القادمة خير اختبار لنا، بل أصعب اختبار لإرادتنا في الصمود والتصدي، في مواصلة التعاطي مع التحدي، فالجائحة مازالت جاثمة على الصدور، ولا احد يستطيع التكهن عن الكيفية الدامغة التي يمكن بها درء الخطر وإقصاء التداعي، وضرب المثل، لا أحد يستطيع التنبؤ بالقادم حيث الكون كله والمعمورة بأسرها أمام الخطر الأخطر في تاريخها، جائحة تداهم البشرية جمعاء، لا تفرق بين هذا وذاك، بين كبير وصغير أو غني وفقير، فيروس يتحور كلما حاصرناه، وتهرب كلما واجهناه، وأفلت من اللقاح كلما ضيقنا عليه الخناق، لكن ماذا نقول ليس أمامنا سوى الصبر والدعاء، سوى الالتزام والتعاون والانضباط، وأن نواصل مشوار المواجهة شاء من شاء وأبى من أبى.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .