العدد 4674
الأحد 01 أغسطس 2021
banner
البحرين و”الصحة العالمية”
الأحد 01 أغسطس 2021

ليس أقل من اعتراف دولي لأن الإنجاز البحريني عالمي، والصعود إلى القمم الهائلة والكون عن بكرة أبيه يواجه أشرس جائحة وبائية في التاريخ، هذا يعني أن العالم يجب أن يتعلم من الدرس؛ لأن الدرس مازال داخل فصول “التقوية”، ولأن الجائحة ممتدة ومتعايشة مع إنسان هذا الكون الضعيف، ولأن البحرين السباقة دائمًا وأبدًا تمكنت وخلال أشهر قليلة من التألق والتحكم والانضباط، من أن تكون مثلًا يحتذى، نموذجًا للنماذج الطالعة، قدرة ضمن عالم يبحث دائمًا عن خلاص الخلاص من كورونا وكل كورونا، من الجائحة وأي جائحة.

المدير العالم لمنظمة الصحة العالمية الدكتور تيدروس غيبريسوس زار البحرين خلال الأسبوع المنصرم، وعاد إلى مقر المنظمة منبهرًا بالتجربة، كيف تمكنت المملكة الفتية صغيرة الجغرافيا محدودة السكان من الفيروس، كيف حجمت انتشاره، وتفوقت على تحوراته، وكيف صعدت إلى منصة التتويج وأعداد الإصابات اليومية في المتوسط خلال الشهر الماضي لم تزد على المئة مصاب والوفيات إلى أقل القليل، واللقاحات إلى أكثر من ثلاثة أرباع السكان، سواء اللقاح الأساسي أو الجرعات المنشطة، والفحوصات إلى نحو ستة ملايين فحص، أي أربع مرات أكثر من عدد السكان، بواقع أربعة فحوصات لكل مواطن ومقيم.

الذي أدهش “مدير الصحة العالمية” أيضًا أن هذا الإنجاز تم بالمجان، أي من دون إضافة أية تكاليف مالية لا على المواطن ولا على المقيم، جميعهم حصلوا على التطعيمات وجميعهم أجروا الفحوصات “PCR” من دون أية أعباء وفي أي وقت.

حالة استثنائية في هذا العالم الذي شهد متاجرة بالجائحة والفرض على الشعوب فحوصات باهظة التكاليف، وتطعيمات بالكاد تصل إلى مستحقيها أو غير مستحقيها، البحرين بالفعل قدوة، وبالفعل مثلًا يحتذى، لذلك مدير الصحة العالمية سيبلغ العالم بتجربة أرض الخلود، بقدرتها على التعامل من خلال فريق وطني يرأسه ولي العهد رئيس مجلس الوزراء على أعلى درجة من الكفاءة والإتقان.

انتقلنا ومررنا بجميع الألوان، من الأحمر إلى البرتقالي إلى الأخضر، وبالعكس، ومررنا مرة واحدة من البرتقالي إلى الأخضر، وبالعكس، حتى استقر بنا الحال عند اللون الأخضر وتم فتح الاقتصاد على مصراعيه، حدث ذلك بعد أن تعلمنا من الدرس جيدًا، حتى فهمنا أن الاستخفاف بالجائحة خطر داهم، وموت محقق، وأن الدول التي تجاهلت الوباء غرقت فيه، وأن الشعوب التي غضت الطرف عن تداعياته وتحوراته غطست في المخاطر، وضاعت في المقاطعة، وتوارت عن الأنظار.

لقد أصبحت البحرين ماركة مسجلة لمواجهة الوباء، “براند” يمكن التعويل والاعتماد عليه، البروتوكول البحريني بات علامة صحة لكل من ينشد الصحة والعافية، والإجراءات الوطنية أصبحت مهيأة لكي تُدرس في الجامعات والمعاهد الصحية ووزارات الصحة في مختلف بلدان العالم.

أما شعب البحرين، فهو مع الفريق الوطني وأبطال الصفوف الأمامية سوف يذكرهم التاريخ بكل فخر وفخار، بكل اعتزاز وانبهار، وبكل إجلال وإكبار، فما تحقق في عمر الأرض من معجزات لا يتحقق كثيرًا، وما حققته مملكة البحرين في تعاطيها مع الجائحة، وتفانيها من أجل حماية الإنسان على أرض الإنسان يعتبر معجزة بمقاييس هذا الزمان، وملحمة بمقاييس كل زمان.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية