العدد 4709
الأحد 05 سبتمبر 2021
banner
عام دراسي جديد
الأحد 05 سبتمبر 2021

ليس درسًا لا ينتهي.. ذلك الذي نسعى لتدشينه مع مطلع عام دراسي جديد، عام تستقبل فيه الجامعات كل ما حصدته من أفراح وأتراح، كل ما جاءت به الصدف والجهود، وكل ما أثمرت أو أسفرت عنه تحديات الجائحة، وعناية المشوار الصعب.

كل ما كنا نؤكد عليه، وكل ما حذرنا منه قبل أن تقع المنظومة في شرك التغافل عن حقائق دامغة، وعن وقائع قاطعة، وعن آثار ينبغي التوافد عليها حتى لا يلتهمها ضعف الذاكرة.

الجامعات الخاصة تعاني، نعم تعاني، شح الطلبة، تراجع الإقبال، ليس بسبب الجائحة، فالمنظومة التعليمية تمكنت من التكيف، بل إنها وصلت مبكرًا قبل الجائحة، وأبلت بلاءًا حسنًا في مجالات التقنية، كل شيء أصبح احترازًا وعن بُعد، أون لاين وبكل ما جاءت به علوم التخاطب الرقمي، نجحت جامعاتنا، بل ونجحت بلادنا في أن تكون على مستوى التحدي.

رغم ذلك مازلنا في الجامعات الخاصة التي حصدت الاعتمادية الأكاديمية، وتفوقت في مضامير الجودة، وانصهرت في تقديرات مؤسسات التصنيف العالمية، وتقلدت مواقع متقدمة ليس على مستوى الإقليم فحسب إنما على مستوى العالم أيضًا، كل ذلك تحقق، لكن لم يتحقق تسويقه، وكل ذلك أنجزته جامعاتنا الناجحة، لكنها تعثرت حتى اللحظة في تحقيق الهدف.

العاهل المفدى حضرة صاحب الجلالة الملك حفظه الله ورعاه أطلق مكرمته السامية قبل سنوات بعيدة بأن يكون لكل الناجحين في الثانوية العامة والحاصلين على 70 بالمئة فأكثر على مقعد بالجامعة، وعندما خرجت هذه المكرمة الكريمة لم يكن بالبحرين سوى جامعة حكومية واحدة، لكن وبعد مرور عشرين سنة على التوجيه السامي، وبعد أن أصبح لدينا أكثر من 15 جامعة بات لزامًا علينا توزيع الآلاف من الطلبة على جميع الجامعات وفقًا لطاقتها الاستيعابية وقدراتها العلمية، وتحقيقها للاعتمادية الأكاديمية، وتجنب تشكيل أية ضغوط على جامعة واحدة أو اثنتين.

رغم ذلك مازال الضغط على جامعة واحدة، ومازالت بقية الجامعات الحاصلة على الاعتماد الأكاديمي والمجتازة كل اختبارات الجودة، تئن من شح الطلبة، من قدرتها على مواصلة المشوار الطويل، في دول الخليج قاطبةً يتم توزيع الخريجين على جميع الجامعات حكومية وخاصة بمنتهى العدالة والشفافية، لا فرق بين جامعة حكومية وجامعة خاصة، فجميعها جامعات وطنية، وجميعها تمثل الدولة والوطن في مضامير العلوم والفنون والآداب وتقنيات المعرفة الحديثة، كل بمدى اعتماديته، وكل بقدر جودته، وكل بمستوى معارفه.

في مملكة البحرين نحن أمام فرصة ذهبية، أمام تحدٍ يمكن أن يكون أكثر صعوبة وأقل مرونة من جائحة كوفيد 19، تلك النظرة للجامعات الخاصة، هي هذه الحالة التي نواجهها مع بداية كل عام دراسي جديد، يا ترى يا هل ترى، ضاربين أخماسًا في أسداس، هل سنغطي ما نحتاج؟ هل يدركنا الحظ بعد أن كنا نتمنى أن تنصفنا المنظومة؟ الأمل كبير، حيث مجلس تعليم عالي بدماء جديدة، وروح فضفاضة، وتفهم أعمق لقضايا وتحديات الجامعات، كل الجامعات من دون تفرقة أو استثناء.

الآن يمكن أن تكون مكرمة العاهل المفدى مكرمتين لو كانت هناك معاملة بالمثل، معاملة لا تفرق بين الجامعات الحكومية والخاصة إلا بمقدار قدراتها واعتماديتها الأكاديمية وجودة مخرجات علومها وبرامجها، إلا بسمعتها الطيبة مهما كان التشويه في الماضي والشوشرة عليها جاثمًا على الصدور حتى فترات قريبة، ومهما كنا على مقربة من عام دراسي جديد نشهد فيه من التحديات ما لم يكن في الحسبان.

جائحة كورونا تحت السيطرة من خلال فريق وطني معتبر ولجنة تنسيقية واعية برئاسة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله ورعاه، ومسئولين على أعلى مستوى في قراءة حيثيات المرحلة والانطلاق بمنظومة المجتمع والاقتصاد إلى آفاق أكثر رحابة وتألقًا.

اليوم اجتزنا تحدي الإعاقة بفعل جائحة، واليوم ننتقل من “الأصفر إلى الأخضر” بمنتهى الرشاقة والخفة والاحترافية والشفافية، وغدًا ننتظر عاما دراسيا جديدا نتمنى أن يكون في منتهى الرشاقة والخفة والاحترافية والشفافية، وإن غدًا لناظره قريب، وكل عام وأنتم بألف خير.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .