العدد 4707
الجمعة 03 سبتمبر 2021
banner
الإعلام الجديد وإدارة الأزمات
الجمعة 03 سبتمبر 2021

لا يزال هناك جدل كبير حول طبيعة دور الإعلام الجديد في إدارة الأزمات، فالبعض يرى أنه يؤدي دوراً فاعلاً ومهماً بالنظر لما يتيحه من فرص تسهم في مواجهة الأزمات والتصدي لها، والبعض الآخر يذهب إلى أنه لا يمكن التعويل عليه في إدارة الأزمات، بل إنه في أحيان كثيرة يسهم في تعقيد الأزمات حينما يكون مصدراً للأخبار الزائفة والشائعات التي مصدرها وسائل ومنصات التواصل الاجتماعي.

إن الإعلام الجديد بأدواته ووسائله المختلفة يتمتع بإمكانيات هائلة في إدارة الأزمات والكوارث، حيث تستخدم تلك الأدوات في تبادل الأخبار والمعلومات والآراء وتقديم المساعدة وإدامة الروح المعنوية أثناء الأزمات، خصوصا أن هذه الوسائل تحظى بالمتابعة من ملايين المستخدمين، وباتت مصدراً رئيسياً للمعلومات والأخبار، ومن ثم يمكن توظيفها بكفاءة في إدارة الأزمات والكوارث من خلال استعانة فريق إدارة الأزمات والكوارث بها لنشر ثقافة وطريقة التعامل مع حالات الأزمات والكوارث حين وقوعها لأفراد المجتمع.

لقد أصبح الإعلام الجديد إحدى أهم أدوات الصراعات بين الدول، وتحول إلى ساحة لاندلاع الثورات ودعمها، بل بات يستخدم في حروب الدعاية المضللة التي تستهدف تشويه رموز وقيادات الدول والتشكيك في مواقفها وسياساتها إزاء مختلف القضايا الإقليمية والدولية، في الوقت ذاته، هناك من يرى أن الإعلام الجديد بات أهم أدوات إدارة الحروب في عالمنا المعاصر من خلال ما يقوم به من بث الإشاعات التي يمكن أن تزلزل أركان دول كبيرة، لهذا فإن من يملك آليات توظيف الإعلام الجديد الذي يعتمد على البنية الرقمية، يكون أكثر قدرة على تحقيق أهدافه والتأثير في سلوك الفاعلين الآخرين.

إن تفعيل دور الإعلام الجديد في مواجهة الأزمات يتوقف بالأساس على التعاون مع الجهات المعنية، الرسمية والمجتمعية، وما تتيحه من حقائق وبيانات من ناحية، ووضع المعايير والضوابط التي تنظم عمل الإعلام الجديد، خصوصا أن هذه النوعية من الإعلام، وما يرتبط بها من مواقع ومنصات التواصل الاجتماعي، أصبحت في السنوات الماضية من أهم أدوات إدارة الصراعات السياسية بين الدول، حيث يتم توظيفها في شن حملات إعلامية تنال من رموز الدول، وتشكك في مواقفها السياسية وهز اقتصاداتها.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .