+A
A-

البحرين في أولمبياد طوكيو 2020... مشاركة ايجابية رغم التحديات

سجلت مملكة البحرين مشاركتها العاشرة بدورة الألعاب الأولمبية "أولمبياد طوكيو 2020" التي اختتمت مؤخرا في اليابان منذ أول مشاركة لها في نسخة لوس أنجلوس 1984 لتحقق نتيجة إيجابية بعد الفوز بالميدالية الفضية للعداءة كالكيدان بفيكادو في سباق 10 آلاف متر للسيدات وتأهل منتخب كرة اليد للدور ربع النهائي.

وعندما نصف المشاركة بالإيجابية فإننا نقيسها بالظروف والتحديات الصعبة التي مرت بها الرياضة البحرينية والرياضة العالمية بصورة عامة والعديد من الظروف الأخرى التي ستتم الإشارة لها في هذا التقرير، مع الإعتراف بأن حجم الآمال والتطلعات كانت أكبر.

ولا يمكن المقارنة بين النسخة الحالية والنسخة الماضية ريو 2016 التي فازت فيها المملكة بميداليتين ذهبية وفضية بسبب الأوضاع والظروف المختلفة تماما قبل أربع سنوات.

تأثير جائحة كورونا

في كل مشاركة أولمبية تعول البحرين دائما في آخر أربع نسخ على رياضة ألعاب القوى في تحقيق الميداليات الملونة مع كامل التقدير والإحترام لباقي الألعاب الفردية التي تشارك لكسر الأرقام واكتساب الخبرة عن طريق الدعوة "wild card" حتى أصبح تأهل العدائين والعداءات للأولمبياد أمر اعتيادي لترنو الآمال نحو اعتلاء منصة التتويج.

ألعاب القوى ليست كغيرها من الرياضات، فهي تحتاج إلى استمرارية في المشاركات والملتقيات الدولية ليبقى العداء في الفورمة المعهودة ويعرف من خلال رقمه مدى الفجوة الفاصلة بينه وبين منافسيه، وقد تأثر جميع العدائين في العالم بجائحة كورونا " كوفيد – 19" التي أدت إلى توقف النشاط الرياضي وصعوبة  التنقل بسبب تعليق حركة الطيران وتوقف بعض الدول عن استقبال المسافرين.

ومع ذلك لا شك أن غياب بعض العدائين والعداءات عن المنافسة وعدم الحلول في المراكز العشرة الأولى على أقل تقدير في سباقات الماراثون للرجال والسيدات وعدم إكمال السباق لظروف وأسباب مختلفة أمر يستدعي الدراسة والتحليل والتوقف عند نقاط الضعف ومعالجتها.

ومن باب الإنصاف لا بد أن نشير إلى نقطة هامة، وهي أن اتحاد ألعاب القوى لازال الاتحاد الوحيد القادر على بلوغ منصات التتويج وأن ما حققه الاتحاد من إنجازات نوعية وتاريخية على الصعيد الإقليمي والقاري والعالمي ستبقى خالدة في الأذهان طويلا وأن إدارة اتحاد يضم عدة ألعاب في آن واحد ليس بالأمر السهل في ظل التحديات المالية والفنية المتعددة، وأن تحقيق الميدالية الفضية وسط هذه الظروف الصعبة أمر يحسب للإتحاد وأن الفوز بالفضية الأولمبية رسخ مكانة ألعاب القوى البحرينية عالميا وأولمبيا.

إيقاف سلوى عيد

قبل المشاركة الأولمبية كانت العيون تتجه نحو بطلة العالم في سباق 400 متر سلوى عيد لحصد الذهبية أو الفضية ولكن الإيقاف الذي تعرضت له عيد حرم البحرين من ميداليتين الأولى في سباق 400 متر والثانية في التتابع المختلط 4x400 علاوة على إصابة عباس أبوبكر الذي كان من الممكن أن يشارك في ذات الفريق بعد تحقيق برونزية بطولة العالم، وهو ما حال دون القدرة على تحقيق ميداليات ملونة إضافية بسبب تلك الظروف القاهرة.

منتخب المحاربين .. واجهة مشرفة

أثبت منتخب كرة اليد مجددا بأنه واجهة مشرفة للرياضة البحرينية ومبعث للفخر والاعتزاز فهو أول منتخب في لعبة جماعية يتأهل لدورة الألعاب الأولمبية، وفي أول ظهور له لم يكتفي بالمشاركة وإنما تقديم العروض المتميزة بمقارعته لمنتخب السويد وصيف العالم والبرتغال ثامن العالم وتحقيقه أول انتصار على اليابان صاحب الأرض والجمهور وتحقيقه الحلم الأكبر بتأهله لربع النهائي ليسجل مشاركة ناجحة رغم فترة الإعداد التي لا تواكب الطموح وبإمكانات محدودة بسبب ظروف الجائحة.

وتجذر الإشارة إلى أن منتخب كرة اليد هو المتأهل الوحيد عن قارة آسيا، حيث أن اليابان شارك في الأولمبياد ضمن الـ 12 منتخبا بصفته البلد المستضيف، لينهي منتخب المحاربين تواجده الأولمبي ضمن الثمانية الكبار في العالم وهو أول منتخب آسيوي يتأهل لدور الثمانية.

مشاركة تاريخية رغم التحديات

المشاركة البحرينية في أولمبياد طوكيو 2020 لم تكن تجري في ظروف اعتيادية إطلاقا، فالعداء واللاعب كان مشتت الذهن بسبب الفحوصات الصحية اليومية وإلزامية تسليم العينات والخوف من الإصابة بالفايروس، وبالتالي لم يكن التركيز منصبا على المنافسة داخل الميدان على غرار باقي النسخ الماضية.

كما أن المشاركة أقيمت وسط تحديات مالية صعبة أفرزتها جائحة كورونا وأدت إلى تقليص الموازنات مقارنة بالسنوات الأربع الماضية لأسباب خارجة عن الإرادة، وهو بالتأكيد يؤثر على خطط وبرامج الإعداد والتحضير للدورة، وبالرغم من ذلك فإن المشاركة حظيت بدعم جيد وكان التعويل على الروح والعزيمة والإرادة التي يتحلى بها اللاعب البحريني وهو ما أثبته أبطالنا في الميدان.

وقد سجلت البحرين نجاحات تاريخية بمشاركتها باكبر وفد في تاريخها وفي لعبتي كرة اليد والملاكمة لأول مرة وبنتائج ايجابية لكرة اليد غير مسبوقة وهو ما يدعونا لوصفها بالناجحة.

الخلاصة

مقارنة مشاركة البحرين بحصاد وترتيب المملكة بالنسخة الماضية في ريو 2016 ربما تكون غير عادلة وفقا للظروف السابقة الذكر، ويعتبر حصولنا على الميدالية الفضية مع النتائج المتميزة لمنتخب كرة اليد أمر إيجابي مقارنة بإمكانات البحرين المادية والبشرية قياسا بالكثير من دول العالم التي تفوقها من حيث التعداد السكاني والمساحة الجغرافية والإمكانات المادية والتي احتلت مرتبة متأخرة عن البحرين التي دونت اسمها في لوحة الشرف الأولمبي بينما لم تحصد تلك الدول أي ميدالية ملونة، وهو ما يجسد المعدن الحقيقي للاعب البحريني وعشقه للتميز والتألق وتخطي جميع التحديات لإعلاء راية وطنه.