العدد 4686
الجمعة 13 أغسطس 2021
banner
الأخطاء الطبية... إلى متى؟
الجمعة 13 أغسطس 2021

تشكل مسألة الأخطاء الطبية، هاجساً يؤرق الكثير من البشر في مختلف دول العالم، سواء من ناحية امتناع الطبيب عن علاج المريض أو من ناحية التشخيص أو العلاج أو الرعاية اللاحقة للمريض، الأمر الذي قد يؤدي إلى فقدان الثقة بالكادر الطبي والمستشفيات، ويجعل المريض عبارة عن حقل للتجارب الطبية.

حيث كشفت إحدى دراسات منظمة الصحة العالمية عن وفاة خمسة أشخاص في العالم كل دقيقة بسبب أخطاء طبية في المعالجة، أي أن العالم يشهد نحو 43 مليون خطأ طبي سنوياً، سواء بسبب التشخيص الخاطئ أو الأدوية غير المناسبة أو العمليات الجراحية الخاطئة، متجاوزة في ذلك ضحايا الحروب والانتحار والأمراض الفتاكة!

إن مسؤولية الطبيب عند امتناعه عن علاج المريض مسؤولية محكومة بحدود الغاية المعدة لها من الناحية الاجتماعية والإنسانية، لذا فإنه إذا ما رفض الطبيب التدخل في علاج أو إسعاف أحد المرضى وهو في حالة حرجة يكون قد ارتكب خطأ يسأل عنه ويعاقب عليه، فهناك واجب إنساني وأدبي على الطبيب تجاه المريض والمجتمع الذي يعيش فيه تفرضه عليه أصول وقواعد مهنته الطبية.

كما يسأل الطبيب إذا كان خطؤه في التشخيص راجعاً إلى عدم استعماله الوسائل العلمية الحديثة، فإذا بدأ الطبيب في تكوين رأيه وأهمل في إحاطة رأيه الطبي بالضمانات الكافية يكون بذلك مسؤولاً عن الإهمال في التشخيص، غير أن الخطأ في التشخيص لا يمكن أن يكون سبباً لتحميل الطبيب المسؤولية، ويعود ذلك إلى أن الكثير من أعراض الأمراض تتشابه فيما بينها، خصوصا إذا ما تم التأكد من أن الطبيب استعان بجميع الوسائل العلمية الممكنة والمتاحة لديه، لكن مع ذلك يسأل الطبيب عن خطئه في التشخيص إذا ما تبين جهله بالقواعد والأصول العلمية الثابتة.

الطبيب مهما بلغ من العلم والمعرفة لا يلزم بتحقيق الشفاء للمريض، وله مطلق الحرية في اختيار الطريقة التي يعالج بها المريض ولا يتعرض للمسؤولية في اختيار الطريقة التي يعالج بها المريض بشرط أن يكون لهذه الطريقة أساس علمي معترف به، إلا أنه ملزم ببذل قصارى جهده في اختيار الدواء والعلاج الملائمين لحالة المريض.

كما أن مسؤولية الطبيب لا تقف عند حد صرف الأدوية أو التدخلات الجراحية بل تمتد مسؤوليته إلى رعاية المريض اللاحقة، خصوصا إذا ما كانت حالة المريض حرجة وتستلزم متابعة الطبيب، وأن يضع برنامجاً لمتابعة حالة المريض، وفي حالة إهمال الطبيب للمريض يعتبر مسؤولاً عن إهماله وعدم أخذه الحيطة والحذر، حيث إن دور الطبيب لا يقف عند مجرد إجراء العملية الجراحية فقط، بل يمتد إلى متابعة حالة المريض بعد العملية لكي يتفادى ما يمكن أن يحدث من مضاعفات جراء العملية الجراحية.. لكن في النهاية يبقى التساؤل، الأخطاء الطبية إلى متى؟.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .