العدد 4679
الجمعة 06 أغسطس 2021
banner
الإمارات والبحرين... أهداف ورؤى مشتركة
الجمعة 06 أغسطس 2021

جاءت زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة إلى مملكة البحرين ولقاء جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وولي العهد سمو الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، الثلاثاء الماضي، بمنزلة إشارة بالغة الأهمية ورسالة تأكيد جديدة على قوة ومتانة التحالف الاستراتيجي القائم بين الدولتين، والذي يطال جميع القضايا والموضوعات والملفات ذات الصلة بالأمن الوطني للبلدين الشقيقين وأسس الاستقرار الخليجي والإقليمي، وحماية مصالح ومكتسبات البلدين والشعبين الشقيقين.

لقد جددت هذه الزيارة المهمة التأكيد على قوة ومتانة العلاقات الإماراتية البحرينية المتجذرة، والتي اتسمت بالتعاضد والتكاتف والتآزر، كما تعد نموذجاً راسخاً قادراً على مجابهة التحديات والتصدي لمؤامرات المغرضين والحاقدين، تنطلق من ثوابت تاريخية ورؤية راسخة تستلهم القناعات المشتركة لدى قادة الدولتين، وتؤكد أن القادة الحاليين يسيرون على خطى الآباء المؤسسين وفق نهج عروبي أسس دعائمه المغفور لهما، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والأمير عيسى بن سلمان آل خليفة، طيب الله ثراهما.

ويشير تحليل معطيات الشراكة الاستراتيجية والعلاقات التاريخية الأخوية بين دولة الإمارات ومملكة البحرين إلى إرث هائل من الروابط والمشتركات التي تعضد التحالف الاستراتيجي بين البلدين، وتجعل منه تحالفاً أبدياً للخير، ومن هذه الروابط الاتفاق في وجهات نظر البلدين حول مجمل القضايا والملفات والموضوعات ذات الاهتمام المشترك، فهناك إدراك مشترك لحجم التحديات وما تتطلبه من خطوات وإجراءات مشتركة، وهناك تغليب لصيغ التعاون وغياب تام لصيغ التنافس الاستراتيجي بين الدولتين، وهي عوامل مهمة تكتسب ميزة نوعية إضافية في ظل العلاقات الأخوية القوية التي تربط قيادتي البلدين، والتي تنعكس من خلال التفاهم القوي والزيارات المتبادلة والتنسيق المتواصل والحوار المستمر وعلى كل المستويات حول مجمل القضايا والموضوعات الإقليمية والدولية، فمجمل الشواهد تؤكد أن وحدة المصير والهدف، تجمع أبوظبي والمنامة، اللتين وقفتا سوياً مع الشقيقة الكبرى المملكة العربية السعودية في التحالف العربي لاستعادة الشرعية في اليمن، ومنعتا بجهودهما ودعمهما الشرعية اختطاف اليمن، بالتصدي عسكرياً للمتآمرين بموازاة تقديم شتى صنوف المساعدات والمشاريع لإحداث التنمية في المدن اليمنية، ومساعدة سكانها تعليمياً وصحياً وغذائياً.

إن علاقة شعبي الإمارات والبحرين لا تقتصر على وحدة التاريخ والجغرافيا والدين والموروث الثقافي والعادات والتقاليد والمصير المشترك، ولا تتوقف فقط عند التقاء مصالحهما المشتركة، السياسية والاقتصادية والعسكرية والأمنية، إنما تنطلق أيضاً من إرادة سياسية قوية تتلاقى على أهداف موحدة، ورؤية إنسانية مشتركة، هدفها صون حياة الإنسان وكرامته، وتعزيز استقراره في كل مكان.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية .