هل تحولنا إلى سوق استهلاكية من الطراز الأول، لا بل زد على ذلك سؤالا، هل تحولنا إلى “رعاة هبه وطربه”، أتوقع أن الإجابة باتت نعم و”بالعشر نبصم”، كنا دوما في السابق نتباهى بأنه مهما تغير الزمن سنبقى ثابتين لا تغرينا القشور، لكنني من قلب الحدث أؤكد أننا تغيرنا كثيرا، نعتمد الكثير من الترندات في المأكل والمشرب والملبس، لا أعلم ما معنى ذلك حقيقة فأنا لست مختصة بدراسة سلوكيات الأفراد والمجتمعات، لكنني أستطيع أن أنقل صورة تلامس واقع حالنا الذي بات يحب المحاكاة والتقليد الأعمى فقط تحت بند “فلان سوى ليش أنا ما أسوي، أو فلان يقدر وأنا شلون ما أقدر”، فأصبح الجميع فجأة يلبس نفس الملبس ونفس الألوان ونفس “القصات” لأنه ترند و”فلان مو أحسن مني لابس”، حتى الوجوه أصبحت متشابهة نوعا ما بعد لجوء الكثيرات لإبراز جماليات وجههن بشكل قد لا يتناسب معهن فقط لأن “الموضة جذي”، والموضوع تخطى ذلك ووصل إلى محاكاة الأجساد للبنات والشباب، فأصبح فجأة الشباب جميعهم رياضيين وعضلات، بل إن الموضوع زاد عن ذلك، أصبحنا كلنا نمتلك الكثير من “المواعين” المتشابهة لأنه “ترند وهبة ولازم يكون عندي”.
طيب، أنا هنا أتفهم مواكبة التطور وحب التجديد، وأيضا التطلع للجمال والكمال ولا أستثني رغبات الإنسان من ذلك كله، لكن أين ملامح التميز في عصر “الكوبي بيست”، لماذا لا تكون أنت نفسك بلمساتك الخاصة وألوانك الخاصة؟ لماذا الكل يشبه بعضه البعض فجأة ودون مقدمات، بت كثيرا “أتضايق” من أولئك الذين لا هوية لهم، بت “أتضايق” من الترند، أحاول أن أبذل جهدا مضاعفا حتى أجد لمستي الخاصة وسط الكثير من المتشابهات من حولي، لا أعلم إن كانت الكورونا سببا أساسيا في زيادة هذه الظاهرة أم أن الناس باتوا متشابهين في كل شيء!.