+A
A-

هيئة الفضاء تُلحق مجموعة من مهندسيها في مختبرات فضاء مرموقة

تحرص الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء على تعزيز التعاون الدولي في مجال الفضاء للحاق بركب الدول الرائدة في هذا المجال، حيث يعتبر التعاون الدولي في مجال الفضاء من أحد ركائز تحقيق الأهداف الاستراتيجية للهيئة، فهو أحد الطرق المثلى لتنمية وتطوير قطاع الفضاء بوتيرة ثابتة ومتسارعة. وقد تمثل تعاون الهيئة في توقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم مع مجموعة من وكالات الفضاء والمنظمات الدولية مع فتح قنوات للتعاون مع الشركات العالمية الرائدة في مجالات الفضاء. وتأتي مذكرة التفاهم بين الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء ووكالة الإمارات للفضاء كأحد النماذج الناجحة للتعاون المنشود، والذي يدعم تبادل المعلومات والخبرات وتنفيذ المشاريع والبحوث العلمية في مجال علوم الفضاء وتطبيقاته تحقيقاً للأهداف المشتركة وللمساهمة في التنمية المستدامة.
في هذا الإطار وفي ضوء التوجيهات الحكيمة لسمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة مستشار الأمن الوطني قائد الحرس الملكي الأمين العام لمجلس الدفاع الأعلى قامت الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء وبالتنسيق مع الأشقاء بدولة الإمارات العربية المتحدة بتوفير خمس فرص عمل في مختبرات الفضاء التابعة لوكالة الإمارات للفضاء وشركة الياه سات للاتصالات بالتعاون مع جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا بأبوظبي، وذلك على الرغم من الظروف الاستثنائية التي يعيشها العالم بسبب جائحة "Covid-19". تأتي هذه الفرص العملية لتساهم في رفع مستوى الخبرات لمنتسبي الهيئة من بعد تخرجهم من برامج الماجستير في تقنيات ونظم الفضاء، حيث ستتاح لهم فرص العمل على تطوير وبناء الأقمار الصناعية والمشاركة في عدد من مشاريع الفضاء.
عن الفرص الوظيفية التي اتيحت لها قالت مهندسة الفضاء عائشة الحرم: بدايةً أشكر الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء، ووكالة الإمارات للفضاء، وجامعة خليفة وشركة الياه سات للاتصالات على ثقتهم بقدراتي وإتاحة فرصتين ثمينتين لي والتي هي محل تقدير واعتزاز كبيرين. لقد استفدت كثيراً من هذه الفرص في رفع مستوى مهاراتي العملية مما سيساهم في نقل هذه المعرفة وتطبيقها في مشاريع الهيئة القادمة بإذن الله لخدمة وطني الغالي. وأضافت الحرم: لقد أتيحت لي الفرص للعمل على ثلاثة أقمار صناعية أحدها في مرحلة الاختبارات النهائية للتأكد من سلامة القمر الصناعي، حيث أشرفت على تنظيم وإدارة فريق الطلبة المساهمين في هذا المشروع، أما القمر الصناعي الثاني فهو "ظبي سات" الذي سيكون في مداره التشغيلي في نهاية يونيو الجاري، وقد كلفت للعمل على إعداد خطة تشغيلية متكاملة ومن ثم تولي مهمة تشغيل القمر الصناعي وعلى وجه الخصوص تشغيل نظام التحكم وتحديد الاتجاهات. أما القمر الصناعي الثالث فقد تم تكليفي للعمل على تصميم نظام التشغيل الخاص به، هذا بالإضافة إلى عدد من المهام الأخرى مثل المساهمة في الإشراف على مشاريع تخرج عدد من طلبة البكالوريوس في مجال تصميم نظام التحكم وتحديد الاتجاهات للأقمار الصناعية المتناهية الصغر. وكذلك تم تسميتي عضواً في لجنة "مراجعة مفهوم المهمة" الخاص بالمهام الفضائية، إضافة إلى عدد من المهام الأخرى المتعلقة بعلوم الفضاء في مختبرات الياه سات بجامعة خليفة. واختتمت عائشة الحرم حديثها بتقديم ملخص عام حول مجموعة من المهام المستقبلية التي ستكون ضمن ما ستضطلع به من أعمال خلال النصف الثاني من هذا العام ومن أبرزها العمل ضمن فريق خبراء الفضاء في حزمة من المشاريع التي تنجزها جامعة خليفة بالتعاون مع المركز الوطني لعلوم الفضاء بجامعة الإمارات ومركز محمد بن راشد للفضاء ووكالة الإمارات للفضاء.
من جانبه قال مهندس الفضاء يعقوب القصاب: تعد فرصة العمل التي اتيحت لي من أهم الفرص التي تساهم في تعزيز خبراتي العملية في مجال بناء الأقمار الصناعية، خصوصاً أن هذا المجال متجدد ويحتاج إلى التطوير والبحث المستمر. إن عملي بالتعاون مع مختبرات الياه سات بجامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا على تشغيل القمر الصناعي "ظبي سات" ساهم في تطوير مهاراتي ومعارفي في المجالات ذات الصلة وخصوصاً في أنظمة التحكم وتحديد الاتجاهات. وأضاف القصاب: تضمنت المهام المسندة إلي عدداً من المشاريع المختلفة مثل إعداد تقارير السلامة للقمر الصناعي لشركات الإطلاق العالمية، والنظم الميكانيكية للأقمار الصناعية، إضافة إلى عدد من الأبحاث العلمية المشتركة مع جامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا في مجال الأقمار الصناعية المتناهية الصغر مما سيعزز من خبراتي البحثية في هذا المجال ويساهم في اكتساب المزيد من الخبرات التي سأقوم بنقلها لفريق الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء، حيث نعمل جميعاً لتكون مملكة البحرين في مصاف الدول الرائدة في مجال علوم الفضاء. واختتم القصاب حديثه بتقديم شكره لإدارة الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء على دعمها وثقتها بالقدرات البحرينية الشابة من خلال إتاحة مثل هذه الفرص المتميزة.
وأضافت مهندسة الفضاء أمينة البلوشي: "أولاً أتوجه بالشكر لكل الجهات الداعمة لتنفيذ هذه المبادرة المتميزة والمتمثلة في العمل في مختبرات الفضاء والتي سمحت لنا بالمشاركة في تنفيذ عدد من مشاريع تصميم وبناء الأقمار الصناعية. بالنسبة لمساهمتي العملية فقد تركزت على تنفيذ مراجعات ما قبل الاطلاق للمهام الفضائية بما تشتمل عليه من الاختبارات البيئية والتحقق من سلامة الأقمار الصناعية، إلى جانب مهام التشغيل والتحكم. بلا شك ستساهم هذه الخبرة التي اكتسبتها في تعزيز مستواي المعرفي ورفع قدراتي ومهاراتي للمساهمة بشكل أكثر فعالية في تصميم وبناء وتشغيل الأقمار الصناعية التابعة للهيئة الوطنية لعلوم الفضاء لتكون البحرين ضمن الدول الرائدة في هذا المجال الذي يعد من أبرز علوم المستقبل".
وعن دوره في هذه المبادرة حدثنا مهندس الفضاء أشرف خاطر قائلاً: "لقد اتاحت لنا هذه المبادرة الفرصة لتنمية قدراتنا وصقل مهاراتنا في مجال تقنيات الأقمار الصناعية المتناهية الصغر، والعمل على إعداد برمجيات المحاكاة لهياكل الأقمار الصناعية لقياس مستوى ملاءمتها لعمليات الإطلاق وإمكانية تحملها بيئة الفضاء القاسية، إضافة إلى إعداد المستندات التقنية الخاصة بحصر نتائج عمليات المحاكاة لتضمينها في المستندات الخاصة بأمن وسلامة العمليات الفضائية، وهذه الخبرة لا تتوفر إلا للقلة، فكل الشكر للهيئة الوطنية لعلوم الفضاء على سرعة تنفيذها للتوجيهات الحكيمة للداعم الأول للشباب سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة حفظه الله".
الجدير بالذكر أن التعاون بين الهيئة الوطنية لعلوم الفضاء ووكالة الإمارات للفضاء هو نموذج يحتذى به في التنسيق والتكامل بين المؤسسات المتخصصة في البلدين الشقيقين، وقد شهدت السنوات الثلاثة الأخيرة تعاون مطرد نتج عنه طرح العديد من المبادرات التي تسهم في بناء القدرات ونقل الخبرات لتحقيق أعلى مستويات التميز بما يحقق توجيهات قيادتي البلدين حفظهما الله وتطلعات الشعبين الشقيقين.