+A
A-

النبهان: دول الخليج بحاجة إلى مدينة إعلامية متكاملة ينشئها المنتجون

أقامت جمعية "وطني البحرين" مساء يوم الجمعة الماضي ندوة افتراضية بعنوان "تعزيز الهوية والتراث الوطني في الدراما الخليجية"، تحدث فيها كل من الفنان الكويتي جاسم النبهان، والفنان والمنتج قحطان القحطاني، وأدارها الإعلامي وليد الذوادي، وتابعها مجموعة من المهتمين.

في بداية اللقاء، رحب رئيس الجمعية فواز أحمد  بالنبهان والقحطاني وشكرهما على تلبية الدعوة، مؤكدا استمرار الجمعية في تنظيم مختلف الفعاليات التي تعزز من الهوية الوطنية وروح الانتماء والولاء.

"البلاد" تابعت وقائع الندوة وسجلت أبرز ما جاء فيها، إذ أكد الفنان جاسم النبهان أن دول الخليج العربي تشترك في كل شيء، العادات والدين واللغة ولهذا نجد الدراما الخليجية لا تختلف في الأساسات التي يضعها المؤلف، كما أن القضايا التي تتناولها الدراما واحدة ومتشابهة وتعكس طبيعة مجتمعاتنا. وأشار النبهان في حديثه إلى أن الأعمال الهادفة التي تعزز من التربية والخلق شبه مفقودة في الخليج، والسبب يرجع إلى المنتجين الذين يصرون على تقديم أعمال لا تحمل ضمير المجتمع المحلي.

أما عن تحديات الدراما الخليجية التراثية فأوضح النبهان أن مسألة تناول الموروث في الأعمال الدرامية يجب أن تكون الشغل الشاغل للقنوات الحكومية، فهي ملزمة بذلك، مؤكدا في الوقت نفسه وجود كتّاب النصوص التراثية ولكنهم أيضا يصطدمون بالرقابة ولهذا تجدهم يبتعدون عن الدائرة.

وفي سياق متصل، بين النبهان أن الأعمال التراثية استطاعت بشكل أو بآخر  تقريب الصورة إلى المشاهد، خصوصا إذا كانت تقدم الطرح الرائع والقصة التي تخاطب مفرداتها عقلية المشاهد، وضرب مثالا لذلك بمسلسل "نيران" من تأليف أمين صالح، وإخراج أحمد يعقوب المقلة، والذي مازال لغاية الآن محتفظا بقوته ورسالته، وتمنى النبهان أيضا وطالب بوجود مدينة إعلامية متكاملة على مستوى الخليج تقوم على سواعد المنتجين الخلجيين وهذا دور الأمانة العامة لمجلس التعاون.

وبدوره، أكد الفنان والمنتج قحطان القحطاني أن من يريد الانتقال إلى العالمية فعليه أولا أن يبدأ من المحلية، واستعرض تجربته الدرامية في التسعينات، إذ كان التوجه إلى التراث الشعبي وتوظيفه في الأعمال الدرامية، وخرجت مسلسلات عدة منها "البيت العود"، "ملفى الأياويد" وغيرها من المسلسلات المعروفة التي وصلت إلى العالم العربي ونقلت وأبرزت العادات والتقاليد المحلية ومازالت عالقة في الأذهان

وإذا كان النبهان قد ألقى اللوم على المنتجين في تقديم أعمال لا تحمل ضمير المجتمع المحلي، فقحطان أشار أيضا إلى بعض القنوات التي تسمح بعرض مثل هذه الأعمال الخالية من المعنى دون أي رادع.

وعن التحديات التي تواجه الأعمال التراثية في الخليج أوضح قحطان أن التحديات بالنسبة له شخصيا تكمن في التفاصيل البسيطة، مثل الديكور، والأكسسوارات، ففي بعض الأوقات تشاهد مسلسلا تراثيا يعج بالأخطاء والهفوات سواء في الملابس أو الأكسسوارات.

من جانب آخر، أوضح القحطاني أن الأعمال التراثية التي كنا نقدمها في الثمانينات، كانت تخاطب أبناء ذلك الجيل والمشاهدة كانت محدودة بسبب عدم ولادة الفضائيات، أما اليوم فعلينا أن نقدم الأعمال التراثية بصورة تتناسب وعصر الفضائيات وجيل اليوم؛ لأنها أعمال ستصل إلى كل بقة في العالم.

وفيما يتعلق بالقرية التراثية التي أنشأتها وزارة الإعلام ومدى الاستفادة منها، فقد أكد قحطان أن المسألة المهمة هي من سيدير هذه القرية ويعرف ماهية الأعمال التراثية ويكون خبيرا في كل شيء، الأكسسورات، الأبنية والملابس وغيرها، شاكرا في الوقت نفسه وزارة شؤون الأعلام على هذه المبادرة.

وختم قحطان حديثه بالإشارة إلى الدور الكبير الذي لعبته دولة الكويت وفضلها على الفنانين البحرينيين، فهي الدولة الرائدة في الفن وكل بدايات الفنانين كانت من الكويت.