العدد 4536
الثلاثاء 16 مارس 2021
banner
حين يُذكر الرجل الصالح
الثلاثاء 16 مارس 2021

في استطلاع أجريته مع عدد من المتطوعين للقوة الاحتياطية بقوة دفاع البحرين، تنشره “البلاد” بعدد اليوم، سعدتُ يومها وأنا أرى في الشباب البحريني، ومنهم الموظف والعاطل والمتزوج، ومن كل الفئات، حماساَ كبيراً في أن يكونوا أرقاماً صعبة بالصف الأول للذود عن الوطن، والدفاع عن حياضه.

أن يكونوا كرجال أوائل بالفصيل الأول من القوة الاحتياطية، بالرغم من انشغالاتهم وأعمالهم وارتباطاتهم الأسرية، دون أن ينتظروا من الوطن سؤالا لذلك، هذا هو “نداء الواجب” وهذا هو شعب البحرين الذي يعرفه الجميع، ويحترمه، ويقدره عالياً.

القرب من المواطن والنزول له بوصلة المسار لمعرفة الحقيقة وتغيير الواقع، وهو أمر لا ينعكس على المسؤول أو الوزير أو المدير فحسب، إنما على الصحافيين والإعلاميين والشعراء والمثقفين والنواب والبلديين وغيرهم ممن يتحملون مسؤولية أن يكونوا صوتا صادحاً له، كل بمكانه ومقدرته واستطاعته. هذا القرب يغرس المسؤولية الأخلاقية في النفس، وينظم الأولويات ويذكر الغافلين بواجباتهم تجاه غيرهم، ويوثق صلات الرحم الضائعة والمفقودة، وكلها أمور أوصى بها رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام، فأين هم السباقون بذلك؟

لجان التحقيق البرلمانية هي نكهة البرلمان الحالي، وأفضل ما خرج به منذ عقود طويلة، حيث مثلت إضافة حقيقية للشفافية والمكاشفة والديمقراطية البحرينية كلها، كما أنها وضعت كل الأجهزة الحكومية تحت مجهر المساءلة، وبأعلى سقف ممكن، وهو أمر مطلوب ومحمود ومشكور، ويعكس إرادة أبناء البلد بأن يكونوا طرفاً فاعلاً في التغيير الإيجابي لوطن أفضل وأجمل.

استذكر المواطنون بألم، مآثر العضو البلدي الراحل خالد إبراهيم قمبر (بو مصعب) رحمه الله وغفر له، والذي لقي ربه بعد مضاعفات ألمت به، بسبب مرض السكلر، بعد لحظات جميلة قضاها في الحديث مع زوجته وأولاده بالمستشفى، وكأن العناية الإلهية أرادت له ولهم أن تكون خاتمة اللحظات وهو معهم، وبقربهم.

ما كتبه المواطنون عن قمبر، من محاسن أخلاقية، ومواقف طيبة، وخدمات جليلة قدمها للناس، حين كان عضوا بلديا وقبل ذلك، تذكرنا جميعا بأن العمل الصالح هو مسك الختام، والخلاصة التي سنخرجها بها من هذه الدنيا الفانية.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية