+A
A-

أمجد أبو العلا والقصة الحقيقية عن "ستموت في العشرين" والثقافة السودانية

يعرض بنجاح في نتفلكس حاليا فيلم ”ستموت في العشرين“ الذي يدور في قرية سودانية نائية، يصارع فيها "مزمّل" في صباه خوفه من الموت في سن العشرين بعد أن حكمت عليه نبوءة غامضة أن يعيش هذا المصير المشؤوم، وهو من بطولة: إسلام مبارك، مصطفى شحاتة، معتصم راشد وآخرون.

المفارقات السينمائية رحلة طويلة لأمجد أبو العلا مع هذا الفيلم شرحها في مقابلة جديدة مع موقع awardsradar.com مؤخرا مع المخرج السوداني المبدع، وفيه شرح كيف رسم فيلمه مساره التاريخي كأول فيلم سوداني منذ عقود يدخل ترشيحات الأوسكار على الإطلاق.

الفيلم بطولة مصطفى شحاتة في دور صبي الذي يتغلب على بلوغه سن الرشد من قبل هاجس الفيلم الفخري، هذه الدراما الفريدة هي استكشاف رائعة من ثقافة رمزية عقائدية منشرة عند البعض. المخرج أمجد أبو العلا تحدث حول إلهامات الفيلم والسياق الاجتماعي في هذا الحوار:

 

* من أين جاءت فكرة سرد هذه القصة في الفيلم؟

الفيلم مقتبس من قصة قصيرة، قدمها الروائي السوداني حمور زيادة اسم "النوم عند سفح الجبل". لقد وجدت تلك القصة والفكرة ظهرت في رأسي؛ لأنني تذكرت كيف يمكن أن يكون مشابها للواقع، عندما رأيت عائلتي تتحدث عن الأفكار الصوفية وكيف تؤثر على المجتمع السوداني وكيف يؤمنون بهم؛ لذا ظننت أن هذا هو الفيلم الروائي الذي يجب أن أقدمه ومن خلال حياة مزمّل أستطيع أن أتحدث عن كيف يمكن لشخص واحد أن يكون عالقا مع العديد من السلطات. السلطة الدينية والسلطة السياسية. وكانت الأم هي السلطة السياسية في الواقع.

 

* كيف تعاملت مع عملية تفكير وسلوكيات مزمّل ووالدته سكينة. لقد وجدت أنه من المثير للاهتمام كيف أصبحوا على الفور متشائمين وحذرين، بدلا من احتضان الحياة على أكمل وجه؟

أعتقد أنني اعتمدت على من حولي. لدي عمات يتصرفن مثل سكينة في بعض الأحيان؛ لذا جعلت سكينة تتصرف مثلهم. بالنسبة لمزمّل، وضعت أجزاء من فيه، ولكن بالتأكيد ليس جزءا من ابن من هذا النوع من العائلة. عائلتي شيوعية ومنفتحة جدا. إنهم ليسوا تلك العائلة على الإطلاق بالنسبة لمزمل، فإن القضية الرئيسة في السيناريو، ولا حتى في القصة القصيرة، هي الخوف من الماء والغرق. هذا هو خوفي أنا لا أجيد السباحة أيضا. تلك اللحظة التي يزور فيها مزمّل سليمان لمشاهدة الأفلام، حدثت لي نفس تلك اللحظة عندما عاد عمي من المملكة العربية السعودية بجهاز عرض سينمائي وبدأ بعرض الأفلام لنا، وشاهدنا الفيلم بدون صوت؛ لأنه لم يستطع تشغيل الصوت. وأنا تكيفت مع ذلك أيضا.

لذلك أعتقد بالنسبة لصانع أفلام يتعامل مع الشخصية، تحتاج إلى إلقاء نظرة أولا على الشخصيات نفسها. ما يحتاجونه، كيف يتحدثون. وأيضا من خلال المشاهدة فقط حاول أن ترى الناس من حولك. على سبيل المثال، عندما كنت صغيرا توفيت عمتي. ثم قررت عمتي وأمي ارتداء الأسود لمدة ثلاث سنوات. بدل من 40 يوما. كنت أرى الناس يحزنون ويرتدون الأسود من حولي؛ لذا قررت أن أجعل سكينة ترتدي ملابس سوداء لمدة 20 عاما. لم يكن ذلك في القصة القصيرة.

* هل المجتمع السوداني متعلق بالخرافات والقصص الغريبة؟

نعم خصوصا عندما تذهب إلى القرى، ومن المدهش أن ذلك منتشر أيضا في المدن السودانية بالسر، ويعرفون أنه أمر غير مقبول في جميع أنحاء العالم. لكنهم لا يستطيعون المقاومة وتقال بأمور مختلفة، ليس بالضرورة أمرا مشابها لفيلمي تماما.

 

* كيف تعاملت مع الشخصيات النسائية في الفيلم؟

هذا سؤال مثير جدا للاهتمام؛ لأن هذا هو السبب في أهمية السينما السودانية، لماذا نفتقد القيام بالسينما في ذلك الجزء من إفريقيا، الذي يعتبر الخط الفاصل بين الثقافة العربية أو الإسلامية والثقافة الإفريقية. لذا حتى عندما نتحدث عن المعتقدات الأساسية، فهي لا تزال إفريقيا.

وللنساء أدوار يتعين عليها القيام بها في السودان، لا يمانع الرجال أن تكون النساء أقوى منهم، كما يقول والد مزمّل قبل أن يغادر، وفي القرى، لاحظت مدى قوة النساء، حتى الفتيات مثل ”نعيمة“، هذا شيء رأيته من قرية والدي، وهي قريبة جدا مما هو في الفيلم.

الصوفية ليست في الحقيقة حول جعل المرأة أقل من الرجل على الإطلاق. الصوفية روحية جدا وأنا أحب ذلك، مع هذا الفيلم كنت أحتفل بفن وموسيقى الصوفية، والشعب السوداني يؤمن بالصوفية وأصبح قويا جدا، هذا ما يتحدث عنه الفيلم. وجدت أن السينما هي وسيلة جيدة لرؤية كل شيء، بما في ذلك الكتب والموسيقى والتمثيل والأفلام الوثائقية، إنها نافذة لرؤية عالم آخر.

* هل تغيرت الثقافة السينمائية في السودان؟

إنهم لا يعتقدون أن السينما ممنوعة اليوم، لكن الفيلم لم يعرض في السودان حتى الآن، لماذا هذا؟ لأن لدي مشهد تقبيل بسيط فيه، ويعتبر أول مشهد للتقبيل في فيلم سوداني على الإطلاق. ولديّ مشهد حميمي لأول مرة على الإطلاق مما أوقف ذلك في السودان، النهي غير رسمي، بل من أصحاب السينماءات الذين شعروا بأنهم لا يستطيعون عرضها؛ لأن هناك مقاطع فيديو على موقع يوتيوب تهددني أنا والطاقم، وهددت دور السينما إذا عرضوا الفيلم! هذه هي الحال عندنا وليس من الصوفية؛ لذا إذا كتبت "ستموت في العشرين" وكلمة "رجل مقدس" باللغة العربية، سترى الكثير من مقاطع الفيديو التي تدعو الناس إلى تجنب هذا الفيلم.

لقد أغلقت الحكومة السابقة السينما لمدة 30 عاما؛ لذا اعتاد الناس على الأفلام من خلال التلفزيون الخاضعة للرقابة، وكانوا يرون الأفلام المصرية والأمريكية بالطبع، وكل المساحات التي تقدم فيها من حرية فكرية وجسدية ونفسية ونحن لا نريد أن نقلدهم أبدا، ولكن عندما تقوم بتقديم بأول فيلم في السودان منذ عشرين عاما، عليك أن تتعامل مع أشياء بالحقيقة الواضحة.