+A
A-

الصايغ..المسرح التجاري أفضل من مسرح النخبة في نقل هموم المواطن

للفنان القدير أحمد الصايغ نشاط فني متعدد الجوانب، فقد اشتغل في المسرح، وفي التلفزيون، وفي التأليف والتمثيل الإذاعي والتلفزيوني وفي الإخراج المسرحي إلى جانب الموسيقى، وتركت أعماله أثرا واضحا في الساحة الفنية، حيث استطاع بقوة عقلة وموهبته أن ينتصر للفن وجماليته؛ كونه ملتصقا بهموم وقضايا الإنسان ومجتمعه

عالم الصايغ الفني كما عرفته عن قرب عالم صخب مملوء بالمحتوى، وبمثابة ملحمة تؤكد إمكانات المسرح الهائلة في التعبير عن هموم الناس، فالمسرح كما يراه بإمكانه تغير العالم بعصاه السحرية

"البلاد" استضافت الفنان أحمد الصايغ في هذا اللقاء

ما سبب غيابك عن الساحة طوال هذه المدة؟ 

ليس هناك أي سبب غير قلة الأعمال الفنية في المسرح والتلفزيون

 

 لقد ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي ومع للأسف في بروز وشهرة أسماء ليس لها علاقة بالفن والتمثيل من الإساس، مجرد تهريج... وإلخ، ومع ذلك لهم متابعون وبأعداد كبيرة، في حين هناك عمالقة ورموز فنية لا يعرف عنها الكثير. ما رأيك في هذا التناقض الغريب؟

السبب واضح وهو أن من يبتعد اليوم عن نشر أعماله الفنية وإبداعاته من خلال التواصل الاجتماعي يعتبر متأخرا عن ركب الموجة العامة. وبالنسبة لبروز أسماء ليس لها علالقة بالفن، فهذه فرصة، والشاطر من يستغلها

 

كيف تصف لنا واقع المسرح البحريني حاليا؟

المسرح البحريني كباقي الفنون الأخرى في حال ركود وترقب، ولكن كل خوفي أن يفقد الممثل البحريني لياقته الفنية إذا طال التوقف

 

دخلت مجال مونتاج وإخراج الأفلام القصيرة والوثائقية. حدثنا عن هذه التجربة؟

التجربة ليست جديدة، وكانت البداية في نهاية الثمانينات عندما دخلت عالم الكمبيوتر والمونتاج على البرامج الموسيقية، ومن ثم دخلت عالم المونتاج الفيلمي، فأنا عاشق لهذا النوع من الفن وعمل الأفلام الوثائقية كذلك. عملت وبرؤية إخراجية لعدد من  أدباء البحرين أمثال الشاعر حسن كمال، والشاعر علي عبدالله خليفة، والشاعر إبراهيم الأنصاري، والشاعرة نبيلة زباري، والشاعرة هنادي الجودر، والشاعرة فاطمة محسن، وعيسى هجرس، وكل هؤلاء يعتبرون من الصف الأول في الأدب البحريني.

 أيهما أفضل في رأيك في نقل القضايا التي تهم المواطن، المسرح التجاري أم مسرح النخبة؟

دون تردد المسرح التجاري، إذ تكون لديه الحرية أكثر

 

 لقد برعت في فن "المونولوج".. ترى هل هناك اهتمام بهذا النوع من الفنون في مجتمعنا اليوم؟

المونولوج في حياتي كان في مرحلة البداية، وهي نوع من البحث عن الذات. وللعلم أنا دخلت المسرح من خلال المونولوج في سنة 1978 عندما اختارني الأخ العزيز يوسف السند للمشاركة في مسرحية "كان ياما كان"، وكان لمسرح الجزيرة فيها مشهد لأغنية "زري عتيج" وفي هذه المسرحية كنت ممثلاً ووضعت مؤثرات المسرحية، وكان "لايف" خلف الكواليس من القرع على الطبول وبعض الأصوات 

 

ما العلاقة الحقيقية بين المخرج والممثل كما تراها؟

تكون بين الاثنين علاقة خيال روحي؛ حتى يتمكن المخرج من تطويع شخصية الممثل لما يراه مناسبا، ويجب على الممثل في حال قبوله العمل تحت إمرة أي مخرج أن يكون تلميذا نجيبا ومستمعا جيدا

عندما يختفي المسرح من الحياة الثقافية تنحدر الثقافة إلى الشلل والسكون والجمود والموت. وعندما يبدأ النبض في المسرح يبدأ النبض الثقافي في كل الروافد... ما تعليقك؟

المسرح أبو الفنون، ومن دونه لا تستقيم الفنون الأخرى

 

ما مشكلة الكاتب المسرحي المحلي؟

رقيب النفس الذي يصنعه لنفسه قبل أن يبدأ في الكتابة. أقول  للكاتب، اكتب ما في نفسك وبعدها "شطب"."

 

ما الذي يمنع من إنشاء معهد للمسرح في البحرين إذا كانت الموهبة والحماسة والإخلاص للفن والتجارب الطويلة كلها متوافرة؟

أنا لا أنصح بإنشاء معهد للفنون المسرحية، بل أكاديمية فنون تشمل جميع تخصصات الفن، وفي هذا المشروع لدي خطة عمل تساعد الجميع

ما مشاريعك القادمة؟

اشتغل على تراث الأستاذ المرحوم إبراهيم كانو، حيث عملت حفيدته مريم علي كانو حسابا له على اليوتيوب، وتم إصلاح الكثير من أشعاره وإلقاء القصائد منها قصيدة الطلاسم، وهناك أيضا مشاريع أخرى مؤجلة سأبدأ فيها بعد زوال جائحة كورونا.