+A
A-

معرض "فنون من العالم الإسلامي" روعة التركيب والتأليف والتشكيل

لقد أعطى الفكر الإسلامي صفة متميزة للفنون عبر التاريخ، ففي العمارة الدينية تتجلى رهافة البناء والاتساق الهائل بين العناصر المعمارية والعناصر التشكيلية ليس في مهارة الحساب الهندسي فحسب، بل وفي التوازن الروحاني للفنان، ودائما تتميز الجداريات التي يبدعها المسلمون برهافة الحس وعلى القدرة الإبداعية للفكر الإسلامي.

يوم الأربعاء الماضي 17 فبراير قمنا بزيارة صحفية لمواقع هيئة البحرين للثقافة والآثار في مدينة المحرق التاريخية، وأول جولة قمنا بها قبل المحرق زيارة أروقة معرض "فنون من العالم الإسلامي" بمتحف البحرين الوطني الذي تم افتتاحه كجزء من احتفالات هيئة البحرين للثقافة والآثار باليوم العالمي للفن الإسلامي الذي يوافق 18 نوفمبر من كل عام، وهو يوم تم إقراره من قبل منظمة اليونيسكو بناء على مقترح مملكة البحرين حين كانت المحرق عاصمة للثقافة الإسلامية العام 2018. كان معرضا رائعا بحق ويعكس وعي الفنان لتراثه الحضاري والمقومات الفكرية والوجدانية التي قامت عليها الحضارة الإسلامية التي تذكر الفنان دون أدني شك بدوره الريادي وتشعره بمسؤوليته؛ باعتباره شخصية متميزة تنبع من أنامله الجودة والأصالة.

قدم لنا هذا المعرض صورا مختلفة للتحف والآثار المصنوعة في دول إسلامية متباعدة، ولكن عناصر الوحدة تبدو واضحة، حيث يتجسد طابعها الإسلامي في التخطيط والأسلوب والتناسق الإبداعي، ناهيك عن الدقة والتشعب والغنى والوضوح وهذه كلها أمور تبدو واضحة مجسدة في كل الآثار الفنية الإسلامية التي شاهدتها وتوقفت أمامها طويلا، كلوحة الفنان الباكستاني غلام محمد "التفاوض" قلم وحبر على ورق أرشيف وكولاج على ورق، حيث برع الفنان غلام في أعمال الكولاج ورسم المنمنمات الإسلامية وذلك بتركيب وتجميع الحروف وتقطيعها بطريقة فنية رائعة، ولوحة الفنانة المغربية لالا السعدي" والمعنونة بامرأة مغاربية ونساء المغرب، فالمرأة في اللوحة مغطاة بالكامل بفنون خط إسلامية، مرسومة بعناية بالحناء التي تزين جلودهن وأغطيتهن والديكورات التي تحيط بهن، وتعطي حسب الوصف الجمهور الغربي تقليدا غنيا جدا غالبا ما يساء فهمه عند الغرب، وغيرها من اللوحات والأعمال.

إن معرض "فنون من العالم الإسلامي" بمتحف البحرين الوطني، يعكس تميز الفن الإسلامي وخصوصيته وعظمته وروعة التركيب والتأليف والتشكيل والفهم الحقيقي لمنطق التراث.