العدد 4511
الجمعة 19 فبراير 2021
banner
شاشتنا الفضية... لا
الجمعة 19 فبراير 2021

شاهدت كغيري الفيديو المتداول عبر وسائل التواصل الاجتماعي والذي اقتحم فيه عامل توصيل عبوات الماء استوديو التصوير لتوزيع العبوات على مقدم البرنامج وضيوفه المحللين الرياضيين على قناة البحرين الرياضية، وظهر في الفيديو مقدم البرنامج وهو يشكر العامل على هذه المبادرة، وبالطبع لم يكن له خيار آخر لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من هذا الموقف الذي لا يحسد عليه، ولا يقع عليه اللوم أو المسؤولية، حيث إنها مسؤولية الطاقم الفني والإداري للبرنامج، وقام كثيرون بتداول هذا الفيديو، مذيلينه بتعليقات عديدة، بعضهم من باب السخرية وبعضهم كان الفيديو يمثل له مادة دسمة للهجوم على التلفزيون، لكن بعيدًا عن هذا وذاك فإن هناك إجماعا بأن ما حصل خطأ ولا نرضاه على شاشتنا الفضية.

وكما يقول المثل الشعبي "بغى يكحلها عماها"، فقد قام مذيع البرنامج بعدها بتصوير نفسه مع الضيوف ليرد على الناس بأن ما تم توصيله كان قوارير ماء وليس ملغوم على حد تعبيره! معتقدا أنه استطاع إسكات من قام بنشر ذلك الفيديو وهو لا يعلم أن الخطأ خطأ، و"الاعتراف بالخطأ فضيلة ". وفي الواقع المذيع ارتكب خطأ عندما قام بنشر الفيديو ليدافع عن موقفه حيث إنه في الأساس لا يتحمل ذلك الخطأ الذي ارتكبه الفريق الفني والإداري للبرنامج، بل على العكس كان تصرفه رائعًا عندما شكر العامل، لكنه مع الأسف خانه التصرف وكما يقولون عالج الخطأ بالخطأ! وبالطبع تصحيح الأخطاء أو نشر تعقيب ليس من مسؤوليات المذيع، بل هناك دوائر خاصة ومن صميم عملها القيام بذلك، فالمذيع تحمل خطأً إداريًا بحتًا كان من الأوجب تداركه.

استلمت مقطع الفيديو من أحد المعارف في إحدى الدول الخليجية وبصراحة شديدة أسعدني تعليقه ولم أزعل لأنه كان صادقًا معي، جميعنا نشاهد القنوات التلفزيونية الخليجية ونلاحظ تطورها، فلماذا لا نستطيع أن نكون أفضل منهم، عندنا طاقات ومواهب فذة في جميع المجالات وحتى الميزانية متاحة. أتذكر أنني كتبت مقالا عن قيام وزارة شؤون الإعلام ببث - عبر الإذاعة على تردد 102.7 - مباريات محلية في مختلف الألعاب، وهي ليست أصلا على الهواء! تصوروا وأنتم تنتقلون في السيارة صباحًا تتابعون مباراة في كرة القدم! من الأولى بث مقابلة أو موسيقى أو برنامج ديني أو غيره من البرامج التي سبق أن تم بثها بحيث تكون لها قيمة وفائدة للناس. ختامًا ليعذرني جميع المسؤولين في هذه الوزارة والذين أكن لهم كل تقدير واحترام، ولولا حبي وعشقي لوطني الغالي وترابه لما تفاعلت مع ما حصل. والله من وراء القصد.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية