العدد 4498
السبت 06 فبراير 2021
banner
الانضباط الوظيفي... سلوكًا
السبت 06 فبراير 2021

استوقفني خبر صحافي نشرته إحدى الصحف المحلية بخصوص التعميم الصادر عن هيئة الكهرباء والماء بالنسبة لسوء استخدام المركبات التابعة للهيئة، يقول التعميم إن العقوبات التي ستصدر بحق مستخدمي مركبات الهيئة ستكون من خلال نظام تتبع المركبات بشكل أسبوعي والمثبت في جميع المركبات، وليكون القارئ على بينة بالإجراءات أو العقوبات فإنني أحرص على ذكرها في مقالي، تبدأ العقوبة بالتوقيف عن العمل وخصم ١٠ أيام من الراتب في حال الإنذار الأول، وتصل عقوبة الإنذار الثاني إلى التوقيف عن العمل والراتب إلى الفصل من الخدمة، أما الإنذار الثالث فيصل إلى عقوبة الفصل من الخدمة مباشرة.

كما أوضحت الهيئة في تعميمها نوعية المخالفات المتمثلة بتجاوز السرعة والاستعراض والتفحيط، والاستخدام الشخصي والتدخين والتوقف في أماكن نائية خارجة عن نطاق شبكات الإرسال لمدة تزيد عن الساعة وإيقاف المركبة خارج جهة العمل لمدة تتجاوز ٣ أيام وترك المركبة في وضعية التشغيل لمدة ٣٠ دقيقة، وذيلت تعميمها بضرورة التزام جميع الموظفين بالقوانين والأنظمة والقواعد المرورية والحفاظ على السلامة العامة وتجنب كل ما يسيء إلى سمعة الهيئة. بداية أود هنا أن أسجل تأييدي المطلق وتقديري لهذه الحزمة من التعليمات الصادرة من هيئة الكهرباء والماء التي أعتبرها إجراءات شجاعة وجريئة بعيدًا عن العواطف والمزايدات وتصب في مصلحة العمل و قواعد ومبادئ العمل الصحيح والمتقن وفي إطار الانضباط الوظيفي، هذا إذا أردنا أن نكون مميزين.

أنا أعلم تمامًا أن هذا التعميم سيجد معارضة من قبل الكثير من موظفي الهيئة وستتعاطف فئة من الجمهور بشكل عام معهم، وهذا شيء طبيعي لأن هناك من يفتقد الانضباط، ليس في مجال العمل فحسب، بل حتى في حياتنا وممارساتنا اليومية مع الأسف الشديد.

إن الانضباط الوظيفي والتقيد بالأنظمة والقوانين والحرص على إنجاز العمل بكل حرفية وأمانة وإتقان هو جوهر العمل المؤسسي الناجح، ومن واقع خبرتي العملية التي تجاوزت ٤٠ عاماً تعلمت الكثير من تلك الدروس والعبر وحضرت الكثير من المؤتمرات والدورات التدريبية المتخصصة، بالإضافة إلى الخبرة العملية التي اكتسبتها أثناء فترة العمل. قد يقول البعض إن هذه الإجراءات مجحفة وظالمة وغيرها من الكلمات، ولا يعلمون أن هذه القوانين والأنظمة وضعت لتحقيق المصلحة العامة وحماية الجميع، فالمسؤولية مشتركة وقائمة على فرض النظام على الجميع وبشكل عادل، في المقابل، على أرباب العمل إنصاف جميع العاملين وتكريم المتميزين منهم ليكونوا حافزا للغير.

ختاماً.. علينا التقيد بالانضباط بالنظم والقوانين وكذلك الحال في جميع مناحي الحياة، ولنجعل من الانضباط سلوكًا وممارسة يومية نلتزم بها، ولنعلم أبناءنا دروسًا في الإدارة والعمل المتقن، وكما أن العالم يضرب المثل بشعبنا الوفي بالطيب والكرم دعونا نضيف صفات حميدة أخرى إلى سجلنا.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية