العدد 4504
الجمعة 12 فبراير 2021
banner
لسانك حصانك... تعليمك سلاحك
الجمعة 12 فبراير 2021

يقول المثل الشعبي "لسانك حصانك إن صنته صانك وإن خنته خانك"، من الأمثال الشعبية التي تحدثت عن الأخلاق، وعن حسن القول، فلسان الإنسان حصنه الحصين لو استطاع التحكم فيه وأوقفه عن أذية الناس عاش في خير ونعمة وأحبه الناس، أما أن لم يستطع التحكم في لسانه وتركه على الناس فسوف يعرضه لمشاكل كثيرة، ولا شك أن الشخص الذي لا يتبع ذلك يعتبر شخصًا منبوذًا وغير مرحب به في العمل أو المجالس ومحيط العائلة والأصدقاء، كما يترتب أيضا أن يكون شخصًا غير مقبول في المجتمع ككل.

إذا نحن من يصنع الفارق، وبأسلوبنا الحضاري الراقي والطرح العقلاني نستطيع أن نكسب قلوب الجميع، ولا شك بأن التربية والتعليم والثقافة لها دور أساسي كعامل مهم في بناء شخصية الإنسان، قال الله تعالى في كتابه "وهل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون، إنما يتذكر أولو الألباب" .

في الحقيقة ما دفعني إلى التطرق لهذا الموضوع في مقالي هو ملاحظاتي ومتابعاتي عن كثب للكثير من الأشخاص، فهم يفتقرون إلى الحد الأدنى من ثقافة وأدب الكلام والعلم وحتى إفلاسهم في طرح أي موضوع! فكما ذكرت سلفا، غياب التربية والثقافة يجعل الإنسان خاويًا ومفلسًا، لذا من الضروري على كل شخص أن يعمل جاهدًا على صقل وتنمية مداركه وعقله وذلك ليصبح ناجحًا ومتميزًا ومقدراً من الجميع ويكون إضافة لمجتمعه من خلال مساهماته المختلفة.

ويعتبر التعليم من الضرورات بالنسبة للمجتمع، إذ إنّه يركز بشكل كبير على الجوانب الاجتماعية للمواطنين ويعلي المكانة الاجتماعية، ويجعل المواطنين أشخاصاً أفضل وعلى قدر المسؤولية، كما يساعد في إصلاح المواقف المختلفة المبنية على المعتقدات الخاطئة، ويحسن من قيم المواطن ويجعله على علم بتراثه الوطني والثقافي، كما أنّه يزيد كمية الوعي لدى الناس. وللتعليم أهمية ودور فعال في اكتساب المعرفة والحصول على المعلومات والتعرف إلى أحوال العالم، بالإضافة إلى أنه أحد العوامل المساهمة في تطور العقل، ويزيد ثقة الشخص بنفسه، ويعزز نظرته الإيجابية تجاه نفسه، كما أنّ التعليم يكفل للشخص الحصول على الاحترام من المجتمع، ويعطيه القدرة على قيادة حياته لتكون سعيدة ومزدهرة. إذا نحن أمام تحد كبير يتطلب منا بذل جهود مضاعفة في سبيل الارتقاء فكريًا وذهنيًا وذلك لكي نستطيع أن نواكب هذا العصر ونجاري سرعة التطور التكنولوجي في العالم.

أجد أنه من الضروري تغيير نمط حياتنا، تغيير عاداتنا اليومية من المأكل والمشرب والنوم، ضروري جداً أن ننوع في فعالياتنا وأنشطتنا لتكون شاملة ترفيهيا وثقافيا واجتماعيا وخيريا ورياضيا وغيرها، ومن الملاحظ مع الأسف الشديد تركيز الناس وخصوصا فئة الشباب من الجنسين على الجانب الترفيهي فحسب، مع إهمال الجوانب الأخرى التي هي مهمة بل مهمة جداً في تنمية وصقل شخصياتهم واكتشاف مواهبهم المدفونة. نجد الناس تركز على الكماليات وحب الظهور والتباهي أكثر من التفكير بعقلانية والقناعة بما يملكون من إمكانيات! ونصطدم كل يوم بقصص غريبة على مجتمعنا، ونكتشف في الأخير أن الجهل ثم الجهل هو السبب لا غير. قال الشاعر إيليا أبو ماضي "وارفق بأبناء الغباء كأنهم مرضى... فإن الجهل شيء كالعمى".

أتمنى من كل قلبي أن يتم تقنين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة والاستعانة بها في أمور تكون مفيدة للعباد كما نادينا مرارًا وتكرارًا. والله من وراء القصد.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية