+A
A-

البلديات تطالب تجار السوق المركزي بدفع رسوم بلدية لـ 35 سنة

173‭ ‬محلا‭ ‬بالسوق‭ ‬تدرُّ‭ ‬626‭ ‬ألف‭ ‬دينار‭ ‬سنويًا

المخزون‭ ‬الغذائي‭ ‬في‭ ‬خطر‭ ‬بعد‭ ‬تهديد‭ ‬شركات‭ ‬بتصفية‭ ‬أعمالها

في‭ ‬مسعى‭ ‬غير‭ ‬مسبوق‭ ‬استهل‭ ‬تجار‭ ‬السوق‭ ‬المركزي‭ ‬بالمنامة‭ ‬العام‭ ‬الجديد‭ ‬بمفاجأة‭ ‬وصفوها‭ ‬بالمدوية،‭ ‬وذلك‭ ‬عندما‭ ‬تفاجأوا‭ ‬بفواتير‭ ‬كبيرة‭ ‬ضخمة‭ ‬صادرة‭ ‬عن‭ ‬هيئة‭ ‬الكهرباء‭ ‬والماء‭ ‬تشعرهم‭ ‬فيها‭ ‬بضرورة‭ ‬دفع‭ ‬رسوم‭ ‬بلدية‭ ‬متراكمة‭ ‬وصلت‭ ‬إلى‭ ‬35‭ ‬سنة‭ ‬ولامست‭ ‬المطالبات‭ ‬حاجز‭ ‬المليون‭ ‬دينار‭ ‬وفقًا‭ ‬لحديث‭ ‬التجار‭ ‬مع‭ ‬“البلاد”‭.‬

وأكدوا‭ ‬أن‭ ‬أمانة‭ ‬العاصمة‭ ‬قامت‭ ‬بالإيعاز‭ ‬لهيئة‭ ‬الكهرباء‭ ‬والماء‭ ‬بالتواصل‭ ‬مع‭ ‬تجار‭ ‬السوق‭ ‬المركزي‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إخطارهم‭ ‬بوجود‭ ‬مبالغ‭ ‬كبيرة‭ ‬مترتبة‭ ‬عليهم‭ ‬إزاء‭ ‬عدم‭ ‬دفعهم‭ ‬للرسوم‭ ‬البلدية‭ ‬منذ‭ ‬توقيع‭ ‬العقود‭ ‬معهم‭ ‬لحد‭ ‬العام‭ ‬2021‭.‬

وبينوا‭ ‬أن‭ ‬الفواتير‭ ‬لم‭ ‬تستثنِ‭ ‬أحدا‭ ‬من‭ ‬التجار‭ ‬بل‭ ‬شملت‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬التجار‭ ‬المتوفين‭ ‬ممن‭ ‬كانوا‭ ‬يملكون‭ ‬محالا‭ ‬تجارية‭ ‬في‭ ‬السوق،‭ ‬مشيرين‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الفواتير‭ ‬وصلت‭ ‬إلى‭ ‬20‭ ‬ألف‭ ‬دينار‭ ‬على‭ ‬بعض‭ ‬التجار‭ ‬على‭ ‬حساب‭ ‬محل‭ ‬تجاري‭ ‬واحد‭ ‬فقط،‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬بعض‭ ‬التجار‭ ‬يمتلكون‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عنوان‭ ‬ومحل‭ ‬في‭ ‬السوق‭.‬

وأفادوا‭ ‬بأن‭ ‬الحركة‭ ‬غير‭ ‬مفهومة‭ ‬وتوقيتها‭ ‬غريب‭ ‬متسائلين‭ ‬أين‭ ‬كانت‭ ‬البلدية‭ ‬وهيئة‭ ‬الكهرباء‭ ‬والماء‭ ‬منذ‭ ‬35‭ ‬عاما‭ ‬وهل‭ ‬كانوا‭ ‬في‭ ‬سبات‭ ‬عميق؟‭!‬‭ ‬ولماذا‭ ‬سكتوا‭ ‬طوال‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭ ‬وجاءوا‭ ‬اليوم‭ ‬لمطالبتنا‭ ‬برسوم‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬مقررة‭ ‬ومسكوتا‭ ‬عنها‭ ‬طوال‭ ‬فترة‭ ‬طويل‭ ‬جدًا‭.‬

وعلى‭ ‬ذات‭ ‬الصعيد‭ ‬أكد‭ ‬التاجر‭ (‬ي،م‭) ‬قائلا‭: ‬تفاجأت‭ ‬مع‭ ‬أواخر‭ ‬العام‭ ‬2020‭ ‬باتصال‭ ‬من‭ ‬هيئة‭ ‬الكهرباء‭ ‬والماء‭ ‬يخبروني‭ ‬فيه‭ ‬بأن‭ ‬وزارة‭ ‬الأشغال‭ ‬والبلديات‭ ‬والتخطيط‭ ‬العمراني‭ ‬فرضت‭ ‬على‭ ‬التجار‭ ‬رسوما‭ ‬بلدية‭ ‬وذلك‭ ‬بأثر‭ ‬رجعي‭ ‬منذ‭ ‬التوقيع‭ ‬الأول‭ ‬من‭ ‬العقد‭ ‬المبرم‭ ‬بين‭ ‬الطرفين‭ ‬التاجر‭ ‬والبلدية‭.‬

وذكر‭ ‬أنه‭ ‬قام‭ ‬بمناقشة‭ ‬الموظف‭ ‬المتصل‭ ‬لكن‭ ‬موظف‭ ‬هيئة‭ ‬الكهرباء‭ ‬أخبره‭ ‬بأنه‭ ‬ليس‭ ‬مسؤولا‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬المشكلة‭ ‬وأنه‭ ‬كُلف‭ ‬بإخطار‭ ‬التجار‭ ‬بهذه‭ ‬الخطوة،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬تسلم‭ ‬فعليًا‭ ‬فاتورة‭ ‬كهرباء‭ ‬أضيف‭ ‬إليها‭ ‬نحو‭ ‬19‭ ‬ألف‭ ‬دينار‭ ‬نظير‭ ‬الرسوم‭ ‬البلدية‭ ‬المترتبة‭ ‬على‭ ‬محل‭ ‬تجاري‭ ‬واحد‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬باحتساب‭ ‬الرسوم‭ ‬بأثر‭ ‬رجعي‭.‬

بدوره،‭ ‬أكد‭ ‬أحد‭ ‬التجار‭ (‬فضل‭ ‬عدم‭ ‬ذكر‭ ‬اسمه‭) ‬“بأن‭ ‬الوزارة‭ ‬تجاوزت‭ ‬في‭ ‬تصرفاتها‭ ‬المعقول‭ ‬والمقبول”‭ ‬متسائلا‭: ‬“هل‭ ‬هذا‭ ‬الوقت‭ ‬مناسب‭ ‬ونحن‭ ‬نمر‭ ‬بمشكلة‭ ‬كساد‭ ‬شاملة‭ ‬لم‭ ‬يشهدها‭ ‬السوق‭ ‬منذ‭ ‬ولادته‭ ‬بسبب‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا”‭. ‬وقال‭: ‬“المشكلة‭ ‬أن‭ ‬البلدية‭ ‬تتصرف‭ ‬معنا‭ ‬بشجع‭ ‬حيث‭ ‬أنها‭ ‬قامت‭ ‬بزيادة‭ ‬الإيجارات‭ ‬خلال‭ ‬أربع‭ ‬سنوات‭ ‬40‭ % ‬وهي‭ ‬تهدد‭ ‬بزيادتها‭ ‬بعد‭ ‬نحو‭ ‬سنة‭ ‬ونصف‭ ‬السنة‭ ‬20‭ % ‬أيضًا،‭ ‬والآن‭ ‬خرجت‭ ‬علينا‭ ‬بدفع‭ ‬الرسوم‭ ‬البلدية‭ ‬بأثر‭ ‬رجعي”‭.‬

وتابع‭: ‬“لم‭ ‬تفرض‭ ‬الرسوم‭ ‬البلدية‭ ‬على‭ ‬التجار‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬وذلك‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬المساعدة‭ ‬الحكومية‭ ‬للتجار‭ ‬وتوفير‭ ‬البيئة‭ ‬الملائمة‭ ‬لهم‭ ‬كونهم‭ ‬يلعبون‭ ‬دورًا‭ ‬مهمًا‭ ‬في‭ ‬توفير‭ ‬المخزون‭ ‬الغذائي‭ ‬للمملكة”‭.‬

وعلى‭ ‬ذات‭ ‬الصعيد‭ ‬قال‭ ‬التاجر‭ ‬مهدي‭: ‬“هناك‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الشركات‭ ‬الكبرى‭ ‬التي‭ ‬يتجاوز‭ ‬رأس‭ ‬مالها‭ ‬المليون‭ ‬دينار‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬ستقوم‭ ‬بإعلان‭ ‬إفلاسها‭ ‬والخروج‭ ‬من‭ ‬السوق‭ ‬وأخرى‭ ‬ستقوم‭ ‬بإعادة‭ ‬الجدولة‭ ‬وتصغير‭ ‬عملياتها‭ ‬بسبب‭ ‬ما‭ ‬تعانيه‭ ‬من‭ ‬تعسف‭ ‬ممنهج‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬البلديات‭ ‬من‭ ‬جهة‭ ‬ومن‭ ‬جهة‭ ‬أخرى‭ ‬بسبب‭ ‬ظروف‭ ‬جائحة‭ ‬التي‭ ‬أصابتهم‭ ‬في‭ ‬مقتل”‭. ‬مصدر‭ ‬مسؤول‭ ‬أكد‭ ‬لـ‭ ‬“البلاد”‭ ‬أن‭ ‬عدد‭ ‬المحلات‭ ‬الجارية‭ ‬في‭ ‬السوق‭ ‬173‭ ‬محلا‭ ‬تتوزع‭ ‬على‭ ‬6228‭ ‬مترا‭ ‬مربعا‭ ‬ومدخول‭ ‬هذه‭ ‬المحلات‭ ‬شهريًا‭ ‬52‭,‬180‭ ‬ألف‭ ‬دينار،‭ ‬وسنويًا‭ ‬626‭,‬160‭ ‬دينارا،‭ ‬وستكون‭ ‬الرسوم‭ ‬البلدية‭ ‬السنوية‭ ‬على‭ ‬التجار‭ ‬نحو‭ ‬62‭ ‬ألف‭ ‬دينار‭.‬