العدد 4462
الجمعة 01 يناير 2021
banner
بايدن بالنسبة لنظام الملالي... ماء أم سراب (1)
الجمعة 01 يناير 2021

يبذل خامنئي وروحاني وظريف وغيرهم من المسؤولين ووسائل إعلام نظام الملالي قصارى جهودهم لوصف نهاية فترة رئاسة ترامب وتولي بايدن بأنها انتصار وانفراجة للخروج من أزماتهم، والقول للشعب الإيراني، وتحديدًا من يطالبون بالإطاحة بنظام الملالي إنه تم فتح نافذة لإنقاذ هذا النظام الفاشي الآيل للسقوط.

وتتجسد نقطة ارتكاز هذه الدعاية في أن بايدن وأوباما لا ينتهجان نفس السياسة، وأن نظام الملالي سيعود إلى ما كان عليه منذ 4 سنوات، وأنه نجا من التهديدات التي تعرض وجوده للخطر نوعًا ما وسيطول عمره، بيد أن الحقائق على أرض الواقع تتعارض مع هذا التصور تمامًا، ودعاية نظام الملالي في هذا الصدد ليست سوى ضرب من السراب. ولا شك في أن نظام الملالي تلقى العديد من الضربات الخطيرة والمصيرية في عهد ترامب، ووجد الملالي الذين يواجهون الغضب المتفجر في المجتمع الإيراني أنفسهم في معصرة العقوبات الشديدة، كما يؤكد خبراء أن الأزمة الرئيسية ناجمة عن فساد هذا النظام الفاشي وما ارتكبه من جرائم على مدى 40 عامًا، ما أدى إلى الانهيار الاقتصادي والاجتماعي والأوضاع المتفجرة في المجتمع الإيراني وسوف تؤدي إلى إسقاط النظام.

لكن يجب علينا أن نعرف: هل دخول بايدن البيت الأبيض سينقذ نظام الملالي؟ بطبيعة الحال، لا شك أن هناك فرقا بين بايدن وترامب، لكن ما هي الحقيقة التي يواجهها نظام الملالي؟

بايدن، هو المدافع عن المصالح الأميركية ضد نظام الملالي، ويستخدم في هذا الصدد كل نقطة ارتكاز قدر الإمكان لكي يحصل على المزيد من الامتيازات عكس روحاني الذي يدعي أن بايدن يمكنه رفع العقوبات بـ 3 توقيعات، وكل قرار مرهون بحل الصراعات التالية: أولا تلبية مطالب المجتمع الأميركي، خصوصا المجتمع المستقطب الحالي، حيث يريد ما يقرب من 50 في المئة من الناس ترامب وسياسات ترامب، ولاسيما في مواجهة نظام الملالي. ثانيا تلبية مطالب المجلسين الأميركيين، مجلس بأغلبية الحزبين في مواجهة نظام الملالي.

دعونا لا ننسى القانون الأساسي الذي ينص على أن تغيير رئيس الجمهورية لا يعني من حيث المبدأ تغيير فكر وعقيدة المجلسين في أميركا. قال السيناتور ليبرمان: نحن نحاول أن نلفت نظر الأصدقاء الذين سيعملون مع حكومة بايدن إلى أن العالم اليوم في عام 2021، مختلف تمامًا عن العالم في عام 2015 الذي تم فيه التوقيع على الاتفاق النووي.

وبناء عليه، هناك بالفعل خطأ كبير في العودة إلى اتفاق غير مرغوب فيه، ونحن نحث حكومة بايدن بإصرار على عدم القيام بذلك. ولذلك، فإننا نعتقد بكل ما في الكلمة من معنى أنه يجب على حكومة بايدن عند اتخاذ أية خطوة تجاه إيران أن تتريث وتجري مناقشات ومشاورات مع حلفائنا في المنطقة. “مجاهدين”.

صحيفة البلاد

2024 © جميع الحقوق محفوظة, صحيفة البلاد الإلكترونية