مبادرة رائعة تلك التي قامت بها بلدية المنطقة الجنوبية بخصوص توزيع ١٠٠ ألف كيس، لاستخدامها في السيارات بهدف الحد أو احتواء الممارسات الخاطئة وغير الحضارية البتة من قبل عدد كبير من المواطنين والمقيمين بسبب رمي المخلفات من السيارة دون اكتراث، ما يسبب تشويه سمعة ومكانة مملكتنا الغالية، بالإضافة إلى التسبب في حوادث مرورية مميتة.

ولا شك بأن هذه المبادرات ليست حلولا سحرية، إنما عوامل مساعدة لغير الملتزمين من الناس، وبالتأكيد ستأخذ وقتًا طويلًا من أجل تثقيف الناس بهذه الممارسات الحضارية والصحيحة، ويكون درسًا ناجحًا لأبنائنا لاتباع هذه الأساليب وذلك لخلق جيل متحضر يحترم القوانين والنظم البيئية.

وكان بودي أن هذه المبادرة التي أطلقتها بلدية المنطقة الجنوبية أن تكون شاملة لجميع مناطق البحرين، أي من الأولى أن تقوم وزارة الأشغال والبلديات والتخطيط العمراني بأخذ زمام الأمور وتوزيع هذه الأكياس على جميع المحافظات وبشكل مستدام، وأشدد هنا على كلمة “مستدام”، حيث إن هذه المبادرة كما ذكرت تحتاج إلى وقت ليس قليلا لتعويد وتثقيف الناس على هذه العادة الحسنة. أعلم تمامًا أن ذلك سيشكل عبئًا إضافيًا على ميزانية الوزارة، لكن في اعتقادي يستحق الأمر ذلك، كما أنني على يقين بأن الشركات والبنوك والمؤسسات الخاصة لا تتردد في تقديم الدعم اللازم لهذا المشروع البيئي الرائد في إطار سياستها للمسؤولية الاجتماعية، فنحن بحاجة لتغطية كل مدن وقرى بحريننا الغالية.

أتذكر وبحكم موقعي في عملي السابق أننا كنا نقوم بذات العمل بشكل شهري وبصفة مستدامة لسنوات طويلة، حيث استفاد منها جميع العاملين وعائلاتهم وحتى جيرانهم وأصدقائهم، والنتيجة كانت مذهلة، حيث لوحظ أن جميع العاملين التزموا باستخدام تلك الأكياس، وصاحب المقال على سبيل المثال أصبح لا يستطيع قيادة السيارة بدون تواجد الكيس.

من الضروري وبشكل مواز لهذه المبادرة أن يتم إطلاق حملة وخطة توعوية مكثفة عبر وسائل التواصل الاجتماعي وأجهزة الإعلام، ولا ننسى الدور المهم والمحوري للمدارس ورياض الأطفال في نشر هذا الوعي وتشجيع الطلبة على هذه الممارسات الحضارية. ربي احفظ هذا البلد آمنًا مطمئنًا وأبعد عنه الوباء والبلاء ووفق قيادتنا الرشيدة لما فيه خير وصالح شعب البحرين الوفي. وكل عام والبحرين قيادة وحكومة وشعبا بألف خير، وإلى مزيد من الازدهار والرقي.