إن الفرد هو الأساس لأي عملية بناء وتطوير وارتقاء في أي دولة أو مؤسسة أو منظمة. هذا ما يؤكده دائمًا ويؤمن به المشتغلون في الإدارة. فكلما تعاملت هذه الدولة أو تلك وهذه المؤسسة أو تلك في الإعداد المناسب لهذا الفرد وتهيئته للقيام بدوره المنشود في تلك العملية بالأسلوب العلمي والمهني، كلما زادت إنتاجيته كمًا ونوعًا وبالتالي تمكن من أداء دوره باقتدار وكما رسم وخطط له.
فالإنسان هو مصدر الثروة ومكتشفها بل هو الثروة الحقيقية للدول والمؤسسات، لذا أطلق عليه الاختصاصيون مصطلح رأس المال البشري. في هذا الشأن وإيمانًا من سموه بدور المواطن في بناء وطنه وتقدمه، يقول صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه ’’وطننا صغير بمساحته كبير بطموحاته، إن الدول لا يقاس ثراؤها بقدر ما تملك من إمكانات مادية ولكن بقدر ما تملك من ثروة بشرية‘‘.
نستذكر في هذا المقام توجيهات سموه (رحمه الله) وتحفيزه المستمر لنا نحن أعضاء مجلس إدارة جمعية البحرين للتدريب وتنمية الموارد البشرية وإدارتها التنفيذية عند تشرفنا بلقاء سموه أو حضور مجلسه. كان المغفور له بإذنه يؤكد لنا دائمًا إيمانه العميق بقدرات المواطن البحريني ومدى فخره بإنجازاته وأهمية التدريب والتطوير في إكسابه القدرات المتجددة التي تؤهله لمواكبة المتغيرات والتطورات في سوق العمل. المواطن لدى سموه هو الثروة الحقيقية للوطن فهو الأساس والمحرك الرئيس لتقدمه وازدهاره.
من المناسبات التي تجلى فيها دعم صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة (رحمه الله) للجمعية في أعظم صوره كان عندما شرفنا سموه بإلقاء كلمة المتحدث الرئيس في افتتاح مؤتمر المنظمة الدولية للتدريب والتطوير، الذي عقد تحت رعايته الكريمة في العام 2002 وحضره رئيس وزراء ماليزيا حينذاك الدكتور مها تير محمد إلى جانب عدد من كبار الشخصيات الرسمية والمهنية والاختصاصيين في الإدارة من مختلف الدول.
جزى الله أميرنا الراحل كل خير وتغمده بواسع رحمته.